أقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته 23 المنعقدة بالمدينة المنورة جملة من التوصيات، ففي شأن زواج الصغيرات حدد بلوغ الخامسة عشر إلى السادسة عشر سنا للزواج لبلوغ الصغيرة الحلم وانضباطه كما قرر الفقهاء , أما إبرام العقد دون الدخول فيحدد حسب الزمان والمكان وصلاحية الطرفين للزواج وتكوين الأسرة , ويناط الحق بالأب ويمنع عند المضرة فلا يجوز له التزويج حتى تبلغ الفتاة الخامسة عشر , وولاية الأب وغيره مقيدة بتحقيق المصلحة , ولا يجوز التزويج إلا بإذن الفتاة , ويتعين وضع ضوابط صحية لتزويج الصغيرات من قبل الأطباء الثقات.
وحول ختان الإناث أكد المجمع أنه عادة اجتماعية قديمة وجه النبي صلى الله عليه وسلم بتهذيبها على شكل يحمي الأنثى من تجاوز الحد المعتاد وهو محل خلاف بين أهل العلم , وأقر المجلس عدم جواز المساس بأي جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي عدا ما ذكر لما فيه من الإضرار بالأنثى في حياتها الزوجية.
كما أصدر المجمع قرارات حول أحكام الإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية وأن ذلك لا يتم إلا بحكم قضائي وأوصى بدراسات موسعة مستفيضة للحلول العملية لمعالجة الإعسار وسن أنظمة وقوانين تحمي العاملين في الشركات تحفظ حقوق الأطراف , وعن المفطرات في مجال التداوي أكد بأن بخاخ الربو وسحب الدم للتحاليل المخبرية والتحاميل والمنظار الشرجي ولصقة إزالة الشعور بالجوع وشفط الدهون والحجامة والفصد وفقد الوعي بسبب التخدير كلها لا تفسد الصيام.
كما أوصى المجلس بإجراءات فكرية عملية لمواجهة التطرف منها النهوض بالخطاب الديني وبوظيفة الإمام والمؤذن وإنشاء مراكز قرآنية يشرف عليها مختصون , واختيار المفتين الأكفاء واعتماد الفتاوى الجماعية في النوازل , وتبني خطاب الوسطية وتعزيز التسامح والمواطنة , ودحض شبهات ذوي الفكر المتطرف.
وتناولت القرارات أحكاما تخص المزايا التي يمنحها المصرف لعملاء الحساب الجاري من المنظور الشرعي , والتحوط في المعاملات المالية , والغلبة والتبعية في المعاملات المالية , قضايا الصكوك , ومسؤولية الطبيب عن الأخطاء الطبية غير العمدية , وكذلك أثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين حيث شددت القرارات على استقلالية الزوجين ماليا , ومشروعية التراضي بينهما , واللجوء للقضاء للمطالبة بالتعويض عن الأضرار بعد انتهاء العلاقة , والدعوة لإنشاء مؤسسات حكومية وأهلية لرعاية المطلقات لسد حاجتهن.
وفي كلمة لرئيس مجمع الفقه الإسلامي الشيخ صالح ابن حميد نوه بالقرارات والتوصيات التي تمخضت عن المؤتمر والتي سلك خلالها الفقهاء منهج الوسطية والسهولة والرفق , مشيرا إلى أنها ستكون مرجعا لمن ينشدون تطبيق الشريعة وللقضاة والمفتين والأطباء والاقتصاديين وغيرهم.