«لقد آن لكل شخص أن يتحمل مسؤوليته، ويدخل في كل حساب أو يسقط من كل حساب»، بهذه الكلمات تحدث بهاالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في أحد المواقف التي كانت تدور حوله، وكأنه يريد ان يصل رساله لجموع الناصريين الآن، خاصة وأنهم تغيبوا عن حضور احياء ذكري رحيله الـ48.
وبالرغم من رحيله إلا أنه لم تحظَ شخصية وطنية أو قيادة شعبية في تاريخ مصر الحديثة بقدر من الجدل والاهتمام مثلما حظيت شخصية جمال عبد الناصر،وبالرغم من أنه أُشيع حوله مصطلح الديكتاتورية وبطشه بمعارضيه، إلا أنه ظل يحظى بجماهيرية غير مسبوقة وشعبية جارفة حتى بين الجيل الذي لم يعاصره.
حيث نُسبت إليه بطولات وأمجاد، ونُسجت حوله روايات تصل إلى حد الأساطير؛ حتى صار وكأنه أحد أبطال التراث الشعبي، ليس فى وجدان المصريين فقط، وإنما في وعي ووجدان الأمة العربية على امتداد أقطارها من الخليج إلى المحيط.
وبالرغم من مُضي نحو أكثر من ثلاثين عامًا على رحيله، فإنه يظل دائما الغائب الحاضر بكل إيجابياته وسلبياته، حيث بدأ عشرات المواطنون فى التوافد على ضريحه صباح أمس الجمعة، لإحياء ذكرى رحيل الزعيم ، الذى رحل عن عالمنا 28 سبتمبر 1970، وفى وسط كل ذلك إلا ان تغيب الناصريين عن تك الاحتفال كان لامعًا، ربما كانت بسبب الازمات التي ضربت بالعلاقات بين نجل عبد الناصر وبين الناصريين خلال احياء ذكري ثورة 23 يونيو الماضية.
غياب حمدين صباحي
غاب حمدين صباحي القيادي الناصري ومؤسس حزب تيار الكرامة اليوم، رغم حضوره المكثف في أي ذكرى لعبد الناصر، وخاصة حضوره للضريح في ذكرى ثورة 23 يوليو التي لم يتعد على ذكراها سوى أشهر قليلة، لكن بسبب قدوم حمدين للضريح وعدم مصافحته عبد الحكيم نجل الزعيم الراحل حدث خلاف كبير بينهما.
حيث أدان نجل الزعيم الراحل ما قام به بعض شباب حزب الكرامة والتيار الشعبى، من شغب وهمجية داخل الضريح وافتعال للمشكلات مع ضيوف الزعيم الراحل فى ذكرى ثورته، وتعمدهم مهاجمة القوات المسلحة المصرية، والهتاف بإسقاط الجيش والدولة، وتعدّيهم على المواطنين المشاركين فى إحياء ذكرى الثورة، ومنعهم للسفير الفلسطينى من دخول الضريح، وذلك خلال احتفالية إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو، التى نظمها يوم الأربعاء الماضى.
وزير القوى العاملة الأسبق
أما عن وزير القوى العاملة الأسبق، كمال أبو عطية، والذي كان منتظما في الحضور بكل مناسبة للزعيم الراحل منذ الساعات الأولى، إلا أن هذه المرة كان من أول المتغيبين عن الاحتفال، وذلك ما قاله نجل عبد الناصر عن الناصريين بأكلمهم، قائلًا " كنت أول من حضر إلى الضريح، وعبدالحكيم لم يلتق حمدين صباحي، وإذا كان عبدالحكيم بيقول إنه رفض يستقبل مؤسس التيار الشعبي، يبقى كداب".
رئيس حزب الكرامة
وبالرغم من أنه من اكثر المؤمنين والمعتنقين بأفكار ورؤى عبد الناصر لم يكن حاضرا اليوم في الذكرى الثامنة والأربعين لرحيله، وكانت اخر التصريحات لـ "المهندس محمد سامي، رئيس الحزب" عن مناوشات ذكري الثورة، قائلًا" انا لا ناقة لي ولا جمل فيما حدث من مناوشات في ضريح الزعيم جمال عبد الناصر، اما فيما يتعلق بإتهامي بشق الصف الناصري ودعم الإخوان ، فهذه الإتهامات "هلاوس" لا توجد إلا في خياله المريض وأنا انصحه أن يصمت أفضل من أن يخوض في مثل هذه الهلاوس.