أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن قضية القدس يجب ألا تنسى، لذلك تم الإعلان في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، أن عام 2018 هو "عام القدس"، كما وعد بتصميم مقرر دراسي عن تاريخ القدس، من أجل رفع الوعي بالقضية على مستوى الطلاب والأساتذة، موضحًا أن قضية القدس سوف تبقى حية وموجودة، إلى أن نستعيدها من أيدي الغاصبين.
وأضاف الطيب، خلال لقاء على الفضائية المصرية اليوم الجمعة، أنه تم إجلاء 50 أسرة مقدسية من منازلهم مؤخرًا، بحجة أنهم لا يملكون تصاريح بناء، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما يجعلنا أمام تشريد أسر كاملة، بما فيها من أطفال ونساء، ويدل على أننا لا نعيش كما يقال عصر الحريات وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن هذه لافتات يتم تحقيق مكاسب ضخمة من ورائها لسياسات مستبدة على حساب الضعفاء والفقراء والمهجرين والأطفال الذين يسحقون في الطريق.
وأردف أن "ضعفنا هو مصدر قوة الكيان الصهيوني، وهذا الضعف سببه الأول الخلاف والفرقة والتفتت"، لافتا إلى أن القدس، على مر التاريخ، لم تكن مدينة سلام إلا تحت الحكم الإسلامي، وحين يُقصى عنها التوجيه الإسلامي يباح فيها القتل، ويتم قتل أهالي البلد ليحل محلهم الغزاة".
وأوضح شيخ الأزهر، أن الإسلام دخل القدس بصلح وليس بقتال، لافتًا إلى أنه كان هناك حصار للمدينة لكنه انتهى بصلح، حيث طلب المقدسيون أنفسهم وهم مسيحيون ومعهم يهود الصلح مع المسلمين بشرط قدوم الخليفة إليهم بنفسه وأن يوقع معهم الصلح، مستطردًا: "وعرفنا كيف جاء سيدنا عمر، وعقد العهدة العمرية في سنة 635 م".
وتابع أنه مع دخول جنود الفرنجة "الصليبيين" إلى القدس في عام 1099 رفعوا لافتة "تطهير بيت المقدس" أو "تطهير قبر السيد المسيح" عليه السلام، لكنهم كانوا يريدون إبادة المسلمين، وقتلوا في يوم واحد 3 آلاف شخص، وكانت الخيول تسير في بحار من الدماء وتعرضت المدينة للنهب، وتكرر هذا الأمر عندما وقعت القدس في أيدي الانتداب البريطاني، حيث كان التعامل يتم على أساس "الغيظ الديني"، واستمر حكم الصليبيين 88 سنة، وفي عام 1187 طردهم البطل الأسطوري صلاح الدين، وعادت القدس للمسملين مرة أخرى.
ولفت الطيب، إلى أن الحكم الإسلامي للقدس استمر إلى عام 1917 عندما وقعت المدينة تحت الانتداب البريطاني، ورغم مرور 730 سنة ما بين انتهاء حروب الفرنجة (الصليبيون كما يسميهم الغرب) والاحتلال البريطاني للقدس، إلا أن الجنرال البريطاني الذي احتلت قواته القدس قال عبارته المشهورة: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، وكذلك الأمر عندما احتل الفرنسيون دمشق، ذهب احد جنرالاتهم إلى قبر البطل صلاح الدين، وقال عبارته الشهيرة: "ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين".
موضوعات متعلقة..
في عيدها الوطني.. ”الطيب” يؤكد على ترابط العلاقات بين الأزهر والسعودية
شيخ الأزهر: مناهج الأزهر قدمت للعالم أعظم حضارة