كان أحد رجال تنظيم الضباط الأحرار، ومن المقربين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عاش تُطارده الكثير من الشائعات ورحل وما زال موته يشوبه الكثير من الغموض خاصة بعد ما توفى نتيجة جرعة مخدر زائدة، اليوم الرابع عشر من سبتمبر، تحل ذكرى وفاة المشير عبد الحكيم عامر.
نبذة عن حياة المشير
ولد عبد الحكيم عامر 11 ديسمبر 1919، في إحدى قرى صعيد مصر لأسرة ثرية وكان والده الشيخ علي عامر عمدة القرية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1939، وتعرف على جمال عبد الناصر أثناء مشاركتهم في حرب 1948 في نفس الوحدة العسكرية، ويعد عامر أسرع القيادات التي تمّت ترقيته في الجيش المصري، فقد تمّت ترقيته لرتبة رائد وهو لم يتجاوز الـ34 من عمره، وبهذه الترقية تخطى ثلاث رتب وأصبح القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وفي 1954 عين وزيرا للحربية ورقي إلى رتبة فريق عام 1958، وفي نفس العام ترقى إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في العسكرية المصرية.
الشائعات التي طاردت عامر
امتلئت مسيرة المشير عبد الحكيم عامر بالكثير من الشائعات التي ظلت تطارده طوال حياته، خاصة وأنّه كان يعد بمثابة الرجل الثاني خلف الزعيم جمال عبد الناصر، وارتبط اسم عامر بالشائعات التي كانت تربطه بعلاقات غرامية مع فنانات، كانت أبرزها علاقته بالفنانة وردة الجزائرية، والتي تسببت تلك الشائعة في إبعادها عن مصر فيما بعد لفترة بعينها، بعد اكتشاف عامر أنّها كانت وراء تلك الشائعة، بحسب التصريحات التي ذكرها إحدى العاملين معه بعد رحيل المشير مباشرة.
لكن الشائعة التي ثبت صحتها فيما بعد هي زواجه من إحدى الفنانات وهي الفنانة برلنتي عبد الحميد، والتي تزوجها عامر سرّا بحسب حديث المقربين منه حينها بأنّه لم يكشف عن هذا الزواج خوفّا من الزعيم جمال عبد الناصر، ويعد هذا الزواج أحد أسباب توتر علاقة الصداقة التي كانت تجمعه بالرئيس جمال عبدالناصر.
الغموض المثار حول وفاته
بالرغم من مرور ما يقرب من 51 عامّا على رحيل المشير عبد الحكيم عامر، إلّا أنّه حتى هذه اللحظة ما زال الغموض هو القائم على وفاته، خاصة وأنّه ومنذ عامين خرجت أسرة المشير عبد الحكي عامر، لتتحدث عن كونه لم ينتحر ولكنه تعرّض للاغتيال، وفي عام 2007 أيضّا، أعلنت الممثلة برلنتي عبد الحميد، زوجة المشير في إحدى لقاءاتها التليفزيونية، إن زوجها أبلغها قبل موته عن مخاوفه من تعرضه للقتل، وأكدت على أن عامر مات مسموما، ولم ينتحر.
وكذلك أكد جمال عامر، نجل المشير في أكثر من حديث أن والده مات مقتولا، وحمل الرئيس جمال عبد الناصر المسؤولية عن قتله ككبش فداء بسبب هزيمة يونيو، موضحّا حينها إنه طالب أكثر من مرة بإعادة فتح التحقيق في القضية، وإعادة تشريح جثة والده إلا أن السلطات المصرية قبل ثورة 25 يناير كان تقابل طلبه بالرفض.
وبناء على بلاغ من نجل المشير عامر، قرر النائب العام المصري في 2012 إعادة فتح التحقيق في القضية وأحالها إلى القضاء العسكري، غير أن التحقيقات لم تكتمل ولم تنتهِ لأي نتائج، وبذلك تبقى حقيقة وفاة المشير عبدالحكيم عامر واحدة من أكثر القضايا غموضا في التاريخ المصري الحديث.
السادات: انتحار عامر كان الأفضل في حياته
وبالرغم من أنّ أسرة المشير تؤكد على مقتله ، إلّا أنّ العديد من المقربين منه حينها أكّدوا على مقتله، ويؤكدون على الرواية الرسمية التي اعتمدت على تقرير للطب الشرعي يشير إلى أن سبب وفاة عامر هو انتحاره.
فكتب عنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات "البحث عن الذات": "في رأيي أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبد الحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل، وعلى المدى البعيد سيتضح أن هذا القرار كان في مصلحة البلد من جميع الجوانب"، معتبرا أن انتحار عامر كان أفضل قرار اتخذه المشير طوال حياته.
وفاته
في الثالث عشر من سبتمبر عام 1967، تناول المشير عبد الحكيم عامر جرعة زائدة من دواء مخدر، نقل على إثرها إلى مستشفى المعادي العسكري، لكنّه وفي الرابع عشر من نفس الشهر، فاضت روحه إلى خالقها نتيجة انهيار مفاجئ نتج عنه وفاته.
موضوعات متعلقة
نجل عبد الحكيم عامر: والدي لم يكن وزيرا للحربية في نكسة 1967
نجل المشير عبد الحكيم عامر: مصر انقذت الوطن العربى من التقسيم