حادث مفجع وحسرة لن تمحيها الأيام عن قلب «أم» فقدت نجليها في آن واحد، طفلين لم يرتكبا أي جريرة أو ذنب، وسلبت منهما روحمها خلال ابتهاجهما وفرحتهما بالعيد، فقد وقعوا ضحية برائتهم بعد أن خدعتهم سيدة مجهولة وأخذتهما أثناء لهوهما داخل «توك توك» بعد أن قام آخر بإلهاء والدهما.
ارتديا الصغار ملابسهما الجديدة، وذهبا بصحبة والدهما للعب والتنزهه، ولم تكن أمهما تدري وهي تقبلهما وتحتضنهما أنها تودعهما وأنهم سيقعها ضحية قلوب متحجرة كان هدفها الأول والآخير هو الإنتقام.
والد الطفلين: الحادث بهدف الانتقام
كشفت كلمات الأب أمام النيابة لغز مقتل الطفلين «ريان» و «محمود»، والإلقاء بهما بترعة فارسكور، حيث أدلى الأب بأقوال جديدة أمام نيابة سلسيل، إذ تبين وجود خلاف مع أحد سماسرة تجارة الآثار غير المشروعة بمركز أجا، حول قطعة أثرية "قطة فرعونية" اجتلبها من تشكيل إجرامي في دمياط
وكان الطفلان اختطفا مساء أول أيام العيد، أثناء تواجدهما في الملاهي للتنزه مع والدهما، عن طريق حيلة جديدة، اتبعها الخاطفون بادعاء أحدهم معرفة الأب، وإشغاله حتى ينفذ باقي أفراد العصابة عملية الخطف، وعثر عليهما عدد من أهالي فارسكور بدمياط.
سماسرة الآثار وراء الحادث
وأشار والد الطفلين إلى أنه أعطى للسمسار مبلغ 300 ألف جنيه كعمولة على القطعة الفرعونية والمبلغ المتفق عليه 800 ألف جنيه، مؤكدا أنه ما حدث للطفلين إجراء انتقامى.
وتعود الواقعة، عندما تلقى اللواء محمد حجي، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل من محمود نظمي السيد ومقيم منطقة البحر الجديد بالمدينة باختطاف طفليه محمود وريان أثناء تواجدهما معه بالملاهي الكائنة بالمنطقة.
وانتقل رجال المباحث، برئاسة الرائد محمد فتحي صالح، رئيس المباحث لمكان البلاغ، وتبين أن الطفلين كانا مع والدهما للاحتفال بالعيد، إلا أن الوالد فوجئ بشخص يأخذه بالأحضان، ويدعي أنه زامله في المدرسة بالمرحلة الابتدائية، وظل يتحدث معه، وعندما تركه وذهب، لم يجد نجليه، فيما أشار شهود عيان إلى أنهم رأوا الطفلين بصحبة سيدة منتقبة، استقلت توك توك، وسارت بهما عبر طريق السرو.
وجرى تشكيل فريق بحث لسرعة الوصول للخاطفين، والطفلين، إلا أنه وردت إشارة بالأمس، من مركز شرطة فارسكور، تفيد بالعثور على الطفلين مقتولين، بإحدى الترع، وتم انتشالهما، ونقل الجثامين إلى مستشفى فارسكور.