«فتى مزق الحبُ المبرحُ قلبه كما مزق الظلَ الضياءُ أياديا قضى نحبه كالمزن ،فضن مدامعا وخلفن آثارا لهن بواديا، ولما دنا منه الحمام ورنقت منيته ،نادى الصفي المصافيا وكاشفه» كاتب وأديب برز اسمه في القرن الماضي.
قيل عنه أنّه شاعر العصر الحديث، رحل وما زالت أصداء كتاباته متواجدة يتداوله محبيه، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره، كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل، حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم.
اليوم، وفي التاسع عشر من أغسطس، ولد الشاعر والكاتب إبراهيم عبدالقادر المازني عام 1889.
نبذة عن حياته
ولد عبدالقادر المازنى في 19 أغسطس من عام 1980، في إحدى قرى محافظة المنوفية، لأب يعمل بالشئون الشرعية بالقصر الملكى وعرف بتعدد علاقاته النسائية وزيجاته أيضًا، والأم التي عانت من تصرفات زوجها، ولم تتزوج من بعده وأطلق المازنى عليها «سيدة الدنيا».
أنهى تعليمه بالمرحلة الابتدائية، ثم التحق بالتعليم في الخديوية التوفيقية إلى كلية الطب التي تركها ليلتحق بكلية الحقوق، ليتركها أيضا ويلتحق بمدرسة المعلمين التي تخرج منها عام 1909 وعمل بالتدريس بعدها.
بعد عمله كمدرسّا لفترة ضاقت به بقيود الوظيفة، وحدثت ضده بعض الوشايات فاعتزل التدريس وعمل بالصحافة حتى يكتب بحرية، كما عمل في البداية بجريدة الأخبار مع أمين الرافعي، ثم محرر بجريدة السياسة الأسبوعية، كما عمل بجريدة البلاغ مع عبد القادر حمزة وغيرهم الكثير من الصحف الأخرى، كما أنتشرت كتاباته ومقالاته في العديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية.
الحب في حياة المازني
تقول الحكايات رغم كثرة ما تردد عن غزواة المازنى النسائیة، إلا أنه لم یقل لأى امرأة «أحبك» اعتقاداً منه بأن ھذه الكلمة سوف تجعله عبداً للمرأة التى ستسمعھا منه، وقد كان یستعذب التحدث عن شعوره بالضعف والنقص أمام النساء .
أما عن الحب فى حیاة المازنى فقد عرف الحب لأول مرة وھو فى الثالثة عشرة من عمره، مع بنت الجیران فى السیدة زینب بعد أن أنقذ لھا قطتھا من فوق الشجرة وأصیب نتیجة ھذه المغامرة ببعض الجروح البسیطة، وكان یجاھر بحب ھذه الصبیة وسط الأھل والجیران، وعندما كبر راح یكثر من مغامراته النسائیة وقد أحصى العقاد حبیبات المازنى ووجد أنھن 17 حبیبة.
أدب المازنى مختلف
عرف المازنى بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر، كما استطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء، أمثال العقاد والرافعي وطه حسين، حيث أثبت نفسه إلى جوارهم في سن مبكرة، على الرغم من اختلاف اتجاهه ومفهومه الجديد للأدب، وجمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان.
ونستطيع أن نلحظ أسلوب المازني المختلف من خلال استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره، حيث انتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف ورائه تراث غزير من المقالات والقصص والروايات.
قالوا عن المازني
"شاعر مطبوع والشعر أولى به من الكتابة".. بهذه الجملة وصف الأديب العملاق عباس العقاد، إبراهيم المازني في ذكرى وفاته، عندما أشاع الناس عنه أنه طلق الشعر، فالمازني اشتهر بأنه شاعر من أفضل شعراء العالم العربي اللذين لهم الفضل في إثراء اللغة العربية وتذويدها بالقصائد والدواوين، إلى جانب كونه ناقد متميز وصحفي وكاتب روائي، تميز عن غيرة بأسلوبه الساخر.
وفاته
توفي المازني في مدينة القاهرة سنة 1949.