أردوغان يلجأ لتميم للتغلب على العقوبات الأمريكية ومواجهة الأزمة الاقتصادية

الاربعاء 15 اغسطس 2018 | 06:34 مساءً
كتب : محمود صلاح

بعد تصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية فى تركيا، والانهيار الكبير الذي شهدته الليرة خلال الأيام الماضية، بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة البيت الأبيض الحالية، على الموارد الاقتصادية في تركيا، والتي كان من أسبابها المباشرة احتجاز القس الأمريكي تحت الإقامة الجبرية، ما تسبب في تدهور الأحوال بينهما رغم أن تركيا تعتبر أبرز حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة.

على غرار هذه الخلافات بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العثور على حليف آخر يدعمه في المنطقة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقع الاختيار على تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، حيث جمعهما لقاء مغلق اليوم الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة، استمر قرابة 3 ساعات ونصف الساعة، يدور حول الاقتصاد التركي والتنمية، لمواجهة العقوبات الأمريكية التي تهدد استقرار تركيا.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن قطر وعدت بلاده بدعم يقدر بـ 15 مليار دولار في شكل مشاريع استثمارية.

وشدد عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن قطر ستنفذ مشاريع مباشرة في تركيا وقدرها 15 مليار دولار‎"، مضيفا أن "أسس الاقتصاد التركي قوية وستخرج من من هذه المرحلة أكثر قوة‎"، وأن "العلاقات التركية القطرية قائمة على أسس ثابتة من الصداقة الحقيقية والتضامن".

وأفادت مصادر رئاسية لوكالة "الأناضول"، أن اللقاء جرى في المجمع الرئاسي بعيدًا عن الإعلام، واستغرق حوالي 3 ساعات ونصف الساعة، حيث استقبل أردوغان نظيره القطري في مراسم رسمية، واجتمعا على مائدة غداء قدمها الرئيس التركي على شرف الضيف.

وشارك في لقاء أردوغان وآل ثاني كل من وزير المالية والخزانة التركي براءت ألبيراق، ووزير المالية القطري علي شريف العمادي.

 ويأتي هذا القرار الذي أصدره تميم بن حمد، في ظل تراجع كبير لليرة التركية أمام الدولار، في خضم المعركة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، على خلفية اعتقال أنقرة لقس أميركي متهم بالإرهاب.

 

وعلى جانب أخر أوضحت وكالة الأنباء القطرية، أن الأميرالقطري  سيناقش مع نظيره التركي «العلاقات الثنائية وسبل توطيد التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ومن الواضح أن العلاقات التركية القطرية تشهد تقارباً اقتصادياً وسياسياً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، ولدى الدوحة استثمارات في تركيا تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، بحسب أرقام صدرت الشهر الماضي، في وقت تعد أنقرة في مقدمة الجهات المصدرة إلى الدولة الخليجية، حيث أن العديد من الاستثمارات القطرية قد تكون في خطر جراء الأزمة في تركيا، ولكن يشغل بال الجميع سؤلاً محير في هذه الأوقات ، وهو هل تنتصر تركيا على ترامب من خلال الدعم القطري؟ أم يبقى الحال كما هوعليه مثل الأيام الماضية.

 

يذكر أن الليرة التركية شهدت تراجعاً حاداً في قيمتها خلال الأيام الأخيرة، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن واشنطن ستُضاعف الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم التركيين، وجاء تحرك واشنطن جراء خلاف بسبب مواصلة تركيا اعتقال قس أميركي تم توقيفه قبل عامين، وردَّ أردوغان بالدعوة إلى مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأميركية، والأربعاء، أعلنت أنقرة زيادة الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، بينما رفضت محكمة تركية مجدداً الإفراج عن القس أندرو برونسون.

اقرأ أيضا