قال الكاتب التركي سيركان دمرطاش، إن تركيا لم تعد دولة ذات حظوظ للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لأنها تخلت عن الإصلاحات الديمقراطية، فيما تدهورت صورتها في الخارج بشكل كبير، واتخذت نهجاً تصادمياً مع العديد من الدول والمؤسسات الغربية البارزة.
ويرى في مقال له بجريدة "الأسواق العربية" التركية، أنه على الصعيد الاقتصادي، فقدت تركيا فرصة كبيرة خلال العقد الماضي من خلال تفضيل النمو الاقتصادي قصير المدى عبر تعزيز قطاع التشييد والبناء، وتم إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع بناء ونقل ضخمة، في حين تمت خصخصة عشرات المصانع التي تديرها الدولة وإغلاق مشاريع أخرى، غير أن ذلك لم يفعل سوى القليل لتحسين الإنتاجية، وهو المصدر الرئيسي للنمو الاقتصادي على المدى الطويل، وارتفاع مستويات المعيشة.
وأضاف الكاتب خلال مقاله: "لكن لعل نقطة التحول الأبرز التي أدت إلى هذا التغيير الحاد للمسار، تمثلت في استبدال نظام الحكم، حيث باتت تركيا فعلياً تحت حكم نظام رئاسي يسيره أردوغان، الذي ظفر بولاية رئاسية "بحلة جديدة" عقب انتخابات 24 يونيو، في وقت غالباً ما ينظر إلى النظام الرئاسي من قبل الغرب كمقدمة لترسية "نظام الرجل الواحد".
المشكلة تكمن في كون هذه الآلة الحكومية الجديدة شديدة المركزية لا تزال في طور التشكّل، ما زرع الكثير من الشكوك حول كيفية عملها، وما إذا كانت ستتمكن فعلاً من حل المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية الحالية.
وأوضح انه لحد الآن النموذج الجديد فشل في إقناع الأسواق الدولية بشأن مستقبل الاقتصاد التركي، وإيجاد الحلول الدبلوماسية الضرورية لأزمة ثنائية قائمة مع الولايات المتحدة، هذا الفشل قصم ظهر العملة التركية وأدخلها في موجة هبوط مستمر، مع غياب إشارات مقنعة على أي تعافٍ قريب.
وبحسب الخبراء يعتبر عامل الثقة أساسياً في دعم أداء العملة، ما يجعل أي ضربة خارجية كـ"رسوم ترمب" محدودة التأثير، والدليل على ذلك ما حدث لليورو واليوان عقب فرض القيود الجمركية الجديدة من قبل الإدارة الأميركية، فلم تشهد العملتان سقوطاً حراً كالذي عاشته الليرة خلال ساعات قليلة فقط من خطاب لأردوغان وتغريدة لترمب يوم الجمعة الماضي، الذي فقدت فيه 18%.