الرؤيا الصادقة.. بشرى من الله لعبادة الصالحين

الاحد 05 اغسطس 2018 | 10:09 مساءً
كتب : عبدالحي العسكري

من أراد أن تصدق رؤياه عليه أن يتحلى بأخلاق الإسلام والتمسك بها لأنها محض فضل من الله عز وجل، ومن أراد الحصول على فضل الله فعليه بطاعته فما عند الله لاينال إلا بطاعته ، والرؤيا الصادقة من مبشرات النبوة فعن عبدالله بن عباس رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( إنه لم يبقى من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ) رواه مسلم.

فمن أراد أن تصدق رؤياه عليه أن يتحلى بذلك : 1 – ان يتعود الصدق في أقواله مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : (أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً) رواه مسلم.

 

وقال ابن القيم في تهذيب مدارج السالكين : من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر والنهى ولينم على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.

 

2 – تقوى الله عز وجل لقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) يونس.

 

ذكر العلماء أن من البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو تٌرى له، والتقوى أن تترك ما تهوى لما تخشى.

 

3 – أن يلتزم بآداب النوم ومنها : أ/ النية الصادقة: فكان سيدنا معاذ رضي الله عنه ينوى قبل نومه ويقول: (إنى لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتي) رواه البخارى.

ب/ أن ينام على طهارة فعن أبي ذر رضي الله عنه: (أوصانى خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت : صوم ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الفجر وأن لا أنام إلا على طهر) . رواه البخارى

 جـ/ أن يتوب قبل نومه ربما كانت النومة الأخيرة فلربما خرجت الروح ولم تعد إليه، كما قال تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) ) الزمر.

د/ أن ينام على جنبه الأيمن: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء وكان يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول (اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك)، هـ/ عدم النوم على البطن: لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن هذه ضجعة يبغضها الله).

و/ إذا قام من فراشة ثم رجع فلينفضه : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا آوى أحدكم إلى فراشة فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشة وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه) رواه مسلم.

ل/ أن يكتب وصيته قبل نومه: فعن أبن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما حق إمرئ مسلم له شيء يوصى به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) رواه البخاري ومسلم.

4 – أن يدعو الله أن يرزقه الرؤيا الصالحة: ذكر أبو سعيد الواعظ في مقدمته أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا أخذت مضجعها قالت: (اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة حافظة غير ناسية).

5 – أن يحافظ على إستعمال الفطرة من حف الشارب وقص الأظاهر فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل أصحابه كل يوم (هل رأي أحد منكم البارحة رؤيا) فيقصونها عليه فيعبرها لهم ثم سألهم أياماً فلم يقص عليه أحد منهم رؤيا فقال لهم: (كيف ترون وفي أظافركم الرفع)، وهي إشارة إلى طول الأظافر فمخالفة السنة كانت سبباً في إنقطاع الرؤيا فكيف بمن يعص الله ويقصر في الطاعات ويترك صلاة الجماعة ويغفل عن ذكر الله.

6 – أن يلتزم بأذكار النوم: أ/ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشة كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فيقرأ فيهما ( قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات، رواه البخاري ومسلم.

ب/ إذا آويت إلى فراشك فإقرأ آيه الكرسي (الله لا اله الا هو الحي القيوم)، من قرأها إذا آوى إلى فراشه فإنه لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح، رواه البخاري.

جـ/ (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، أخر آيتين في البقرة من قرأهما في ليلته كفتاه، رواه البخاري ومسلم.

د/ أدعية النوم: (بإسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فإرحمها وإن أرسلتها فإحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) البخاري، ومن ذلك (بإسمك اللهم أموت وأحيا) ومن ذلك أن يقول: "سبحان الله" ثلاثاً وثلاثين "الحمد لله" ثلاثاً وثلاثين و"الله أكبر" أربعاً وثلاثين. ومن ذلك (اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمرى إليك ووجهت وجهى إليك وألجأت ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت)، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال ذلك ( فإن مُتَ مُتَ على الفطرة ) البخاري ومسلم.

اقرأ أيضا