قال بسام الشماع، المؤرخ الأثري والباحث في علم المصريات، إن تفسير وزارة الآثار بأن تابوت الإسكندرية به مياه صرف صحي، منطقي إلى حد ما، لافتا إلى أن أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة ، رد على جميع التساؤلات التي كانت تدور في رأسه، مثل "لماذا التابوت وجد بداخله ماء وفي نفس الوقت لم نر أثرًا للمياه على الجدران التي تحيط بالتابوت؟"، "ولماذا لم ترشح المياه خارج التابوت؟"، وكانت الإجابة أن الجدران التي تحوي التابوت بها طبقة رملية تعتبر مثل المثام فتقوم بسحب المياه، أما التابوت فمصنوع من الجرانيت، وبالتالي تدخل المياه إلي الجرانيت ولا تخرج مرة أخري وتظل محجوزة بداخله، ولذلك لم يتم ملاحظة أي أثر للمياه على الجدران.
وأضاف الشماع في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه من المحتمل حدوث تفاعلات كيميائية داخل التابوت أدت في النهاية إلي هذا اللون الأحمر، وهناك احتمال ثانٍ بأنه لم يوجد داخل التابوت لفائف كتانية، وهذا دليل على أن الممياوات التي عثر عليها بالتابوت لم تكن محنطة، وبالتالي فهذا اللون ليس له علاقة بمواد التحنيط.
وأشار المؤرخ الأثري إلى أن وزارة الآثار أعلنت أن إحدى الجماجم كانت مكسورة، وهذا يشير إلى أنها من المحتل أن تكون مضروبة بسهم، ومن الممكن أن يكون الجثث الثلاث جنودًا، مشيرًا إلي أن الإسكندرية لم تكن موجودة في زمن مصر القديمة، ويقال إنها كانت معبدً لأزوريس في فترة من الفترات، فلا أعتقد أنها كانت مدينة مهمة مثلما نراها الآن.
وأكد أن هذا الاكتشاف هو اكتشاف التناقضات، لافتا إلى أنه وزارة الآثار بأن التابوت كان لشخص فقير بسبب أنه لم يحتوي على رموز فرعونية أو شئ من هذا القبيل، لأن التابوت مصنوع من الجرانيت الأ سود لا يأتي إلا من أسوان، وهو غالي الثمن، وهذا ما يدفع للقول إن هذا الاكتشاف عبارة عن اكتشاف متناقض؛ بسبب وجود تابوت فخم وجثث لدفنى من الفقراء ، لافتا إلى أنه لم ير من قبل تابوت يحمل ثلاث مومياوات غير ذلك التابوت.
وتابع: "لم أكن أريد أن تفتح وزارة الآثار هذا التابوت، ويمكن أن نعرف ما بداخله من خلال استخدام الأشعة غير الضارة، والتي تمكننا من رؤية الأشياء من وراء الأحجار، كما أنهم وضعوا السلم الذي نزلوا به إلى الحُفرة على التابوت وهذا شيء غير مقبول تمامًا، غير أن هناك بعض الأشخاص قاموا بالوقوف على التابوت بالأحذية".
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
