تشكل الكثافة السكانية أزمة معرقلة بالنسبة لأي دولة، ولاسيما في الدول النامية التي ترغب في رفع مستوى المعيشة، وتحسن اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز حلول هذه الأزمة، هو النظر إليها على أنها مورد هام لابد من توظيفه بشكل جيد، وتنظيم الأسرة يفرض نفسه على الساحة كخيار إيجابي للقضاء على هذه المشكلة، في سبيل توفير حياة كريمة للمواطنين.
وفي التقرير الأتي يوضح أعضاء لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب مدى خطورة الكثافة السكانية على الاقتصاد المصري، وضرورة توعية المواطنين بحجم الخطورة الناجمة عن هذه المعضلة، وتوضيح أكثر من حل للخروج بسلام منها.
قالت النائبة مهجة الشريف، عضو لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تمر بكثافة سكانية مؤرقة، تسمى بالمشكلة السكانية، تعني ألتهام عدد السكان للموارد الاقتصادية، مشيرة إلى أن النمو السكاني السريع في الوقت الراهن يعرقل جهود الإنمائية لرفع معيشة الفرد.
وأوضحت «الشريف» أنه يوجد حلان لهذه المشكلة، الأول هو تشغيل الأيدي العاملة من أجل تحقيق أقصى إستفادة ممكنة من الزيادة السكانية لدينا، مما يرفع من إنتاجية الدولة، وبالتالي تحول طاقتهم المستهلكة إلى طاقة منتجة، والثاني يتبلورفي رفع مستوى التوعية لدى الشباب بفائدة تنظيم النسل، حتى تتاح الخدمات لجميع أفراد الأسرة.
وأشارت عضو لجنة التضامن الاجتماعي، إلى أن الدولة تطالب بتنظيم النسل، وليس تحديده في عدد بعينه، حتى لا يظن البعض أن الدولة تطالب أمر مخالف للشريعة الإسلامية، مؤكدة أن المشكلة لها أبعاد ثقافية ودينية توارثها جيل بعد جيل، وإلى وجود ثقافات رجعية لدى البعض فيما يتعلق بكثرة الإنجاب، متابعة: «هناك موروثات غلط زي أربطيه بالعيال و قصقصي ريشه ودي لازم نقض عليها».
من جانبها، أكدت الدكتورة هبة هجرس، عضو لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن الكثافة السكانية، تمثل عائق أمام التمنية والإصلاح الاقتصادي، مشيرًة إلى أن جزء كبير من الموارد و الجهود المبذولة من أجل التنمية، موجه نحو إنشاء مدارس للأطفال، من أجل تعليم كل طفل مصري.
وأوضحت «هجرس» أن الدولة لا ترغب في فرض أسلوب قاسي وجبري لتنظيم الأسرة كما في دولتي «الهند والصين»، واللاتي حددتا النسل في طفل واحد، وكذلك حبس من ينجب أكثر من طفل، مؤكدًة أن الدول المصرية ترفض هذا الأسلوب تمامًا، وأنهم لا يريدون أن نصل إلى مرحة الإنفجار السكاني.
وأضافت عضو لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن مشكلة الكثافة السكانية لها أبعاد ثقافية ودينية، وأن رجال الدين لهم التأثير الأكبر على المواطنين فيما يخص مسألة الن سل ولاإنجاب، مشيرةً إلى أن هناك فترة مرت على مصرشهدت اهتمام كبير بتنظيم الأسرة، بدعم من المنظمات الدولية للدول النامية لتجنب مشاكل الكثافة السكانية، وما يعقبها من أضرار جسيمة.