«فضيحة فرعونية، توقف الماكينات الألمانية، صدمة إسبانية، سقوط إرجنتيني، تخاذل برتغالي، ومفاجأة كورواتية، وتألق ساليستي، وتوهج إنجليزي».. جميع ما سابق ماهو إلا مشاهد مختلفه من العرس الكبير المقام في أرض جليدية، شهدت مفاجأت وصدمات وأثبتت أنه لايوجد مستحيل في عالم الساحرة المستديرة.
عزيزي القارئ ما رأيناه في هذه البطولة في نسختها الـ21 هو أن المنتخبات التي تركز على الفرديات لا تذهب بعيدا، تلك التي تتقدم هي التي تلعب كفريق.
فهنا في أرض جليدية ظهرت مفاجأت عدة خلال البطولة العاليمة المقامة بها، منها سقوط كبار المنتخبات التي تسبب خروجها في خفت بريق المونديال.
ففي هذه النسخة اعتمدت كبار المنتخبات على ظاهرة الفردية والنجم الوحد مما أوقعها في فخ السقوط، لتحل مكانها منتخبات احدثت مفاجأت لعشاق المستديرة.
فكان كلا من منتخب الأرجنتين والبرتغال يعتمد كليا على لاعبين فقط وعلى اللعبات الفردية مما أدى ألى خروجهم مبكرا أمام المنتخبات الجماعية، وهكذا أيضا اتبع منتخب ألمانيا النظام الفردي فكانت الصدمة بخروجه من دور الموجموعات، وأيضا منتخب الفراعنة رغم قلة مشاركاته في المونديال إلاأنه ظهر بمستوى جيد في بداياته إلا أن اعتماده على نجم وحيد وعلى المهارات الفردية أطاح به بعيدا ليخرج في الثلاث مباريات الأولى دون أى نقاط.
وعلى النقيد في نفس الأرض الجليدية هناك منتخبات أحدثت المفاجأت الغير متوقعة كمنتخب كورواتيا الذي توقع الجميع أن يكون الحصان الأسود للبطولة فقدم أداء جماعي استطاع من خلاله الإطاحة بمنتخب الأرجنتين، وأيسلندا، والدنمارك والسنغال وكل المنتخابات التي وقفت أمامها، فنجحت كورواتيا في أكل الأخضرواليابس وتكوين شخصية قوية يهابها الجميع.
وهذا ما فعله منتخب روسيا خلال مسيرته في المونديال منذ انطلاقه، فحقق الدب الروسي انجازا كبيرا خلال هذه النسخة وذلك لنجاحه في تقديم أداء جماعي استطاع من خلاله إقصاء منتخب أسبانيا في مفاجأة مدوية لعشاق كرة القدم والتأهل على حسابه لدور الثمانية.
كما أطاحت جماعية أوروجواي وعقلية تاباريز، بفردية رونالدو خلال المباراة التي جمعتهما في الدور الـ16 ليتأهل على حساب رونالدو ورفاقه للدور الـ8.
فكانت دائما الجماعية تنتصر على منتخب النجم الواحد، ومازالت المفاجأت تتوالى في مونديال روسيا الذي يعد من أفضل البطولات منذ عام 1434.