لا يزال فتيل الصراع الخفي بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، مشتعلًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن بدرجةً أقل، واستمر النزاع بينهما فيما عرف بالحرب الباردة، ثم تفكك الاتحاد السوفيتي، وحافظت أمريكا على لقب الدولة العظمى بالعالم.
وتسعى روسيا مؤخرًا لاستعادة مكانتها وقوتها الدولية، في العالم من خلال فرض نفوذها في الشرق الأوسط، أو إعادة العمل على برنامجها النووي.
ومن المنتظر عقد قمة، بين الرئيسين دونالد ترامب وفلادمير بوتين، في هلسنكي، 17 يوليو الجاري، لبحث واقع العلاقات بين موسكو وواشنطن وآفاق تطويرها، علاوةً على مسائل ملحة مطروحة على الأجندة الدولية.
خروج إيران
ليس روسيا فقط هي التي تمثل تهديدًا للقوة الأمريكية في الوقت الحالي، بل إيران أيضا، بالأخص بعد بدء مشروعها النووي، وتخوف الولايات المتحدة من ‘نتاجها للسلاح النووي.
نقلت صحيفة «الحياة اللندنية» عن مصدر دبلوماسي غربي، أن قمة بوتين وترامب، سيكون في صلبها التفاوض على إصرار واشنطن على انسحاب إيران من سوريا، كما أن المسئولين الأمريكيين يدركون أن روسيا لن تدفع ثمناً باهظاً لبقاء إيران، يضاف إلى ذلك، الانفتاح الأميركي على استمرار الأسد في الحكم واستعادته كل سوريا، وأشار المصدر إلى ما وصفه بـ«الضوء الأخضر أميركي لإسرائيل باستهداف الوجود الإيراني أينما وكيفما كان».
خروج إيران من سوريا، ليس بالأمر اليسير، لأن روسيا تريد إبقاء القوة الفارسية هناك، كي تبقى في مواجهة النفوذ الاسرائيلي، الذي يتنامي في المنطقة.
سحب القوات الأمريكية
يسعى الرئيس الأمريكي، لسحب القوات الأمريكية، من داخل الأراضي الروسية، في الوقت الذي يرفض فيه البنتاغون هذا القرار.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي إلى جانب رؤساء ثلاث دول من البلطيق: «أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها. أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا» بعد أن أوضح أن القوات الأمريكية ستغادر حالما تتم هزيمة تنظيم تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف: «مهمتنا الأساسية في هذا الصدد هي التخلص من «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية) واقتربنا من إتمام هذه المهمة وسنتخذ قريبًا قرارًا بالتنسيق مع آخرين بشأن ما سنفعله، أريد الخروج، أريد أن أعيد جنودنا لوطنهم».
بيد أن بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قدم تقييمًا مغايرًا قليلًا في منتدى في واشنطن خلال وقت سابق اليوم، وقال: «نحن في سوريا لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» هذه مهمتنا ومهمتنا لم تنته وسنكمل تلك المهمة».
وقال ترامب في المؤتمر الصحفي، إن الولايات المتحدة أنفقت حتى ثلاثة أشهر مضت سبعة تريليونات دولار على الشرق الأوسط، خلال السنوات السبع عشر الماضية.
وأضاف ترامب: «لا نحصل من هذا على شيء، فكروا في الأمر، سبعة تريليونات دولار على مدار 17 عامًا، لا نحصل على شيء سوى الموت والدمار إنه لأمر فظيع، لذلك فقد حان الوقت».
وقال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في تصريحات صحفية، إن القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا والمناطق التي تتواجد بها، حتى يتم الانتهاء نهائيًا من الإرهاب الموجود بها.
وأضاف «فوتيل»، أن القوات الأمريكية لم تنته من رسالتها في تلك المناطق، ألا وهي القضاء على تنظيم داعش الإرهابي نهائيا.
وأكد أن القوات الأمريكية، ما زالت تعمل مع شركائها على الارض هناك من أجل تحقيق هذا المطلب، والقضاء على الارهاب نهائيًا ومنها قوات سوريا الديمقراطية والقوات المشاركة في الحرب السورية.
وكرر قائد الإدارة المركزية، أن القوات الأمريكية لم تنته من مهمتها في سوريا كي تنسحب، فيما أشار إلى أن القوات تعمل الآن في دحر الإرهاب في المناطق مثل شمال شرق سوريا ومناطق أخرى.