طموحات وشعارات مرفوعة وأعلام مُنكسة.. هذا ما حدث بعدما فجر المنتخب الكرواتي المفاجأة وأسقط راقصي التانجو بثلاثية قاتلة، لم يكن أشد المتفائلين من الجمهور الكرواتي يتوقع السيناريو الذي شهدته المباراة، ميسي ورفاقة فشلوا في تحقيق الأنتصار وأصبح أمر صعود المنتخب الأرجنتيني من عدمه معقدة، إلي جانب أنهم فشلوا في تحقيق المكسب في أول مباراة بمشوار كأس العالم أمام أيسلندا ، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفٍ لمثله.
«ميسي لدينا لا خوف علينا» هذا الشعار الذي طالما تغنت به الجماهير، بات مكسورًا بعد الصدمة التي تلقاها مشجعو منتخب الأرجنتين بالهزيمة المدوية، في وجود نجم المنتخب الأوحد البرغوث ليونيل ميسي، سيد اللاعبين محطم الأرقام القياسية التي تتحدث عن نفسها، وبعدما حقق جميع الألقاب مع برشلونة ظل ينتظر الحلم المنشود الذي طال غيابه بتدوين إنجاز لا يُنسى له مع المنتخب، بالتتويج بالمونديال، على الرغم من تاريخه الحافل بالإنجازات مع ناديه الإسباني برشلونة، وهي المعادلة التي فشل في تحقيقها بصفوف منتخب بلاده.
على نحو آخر، يبدو أن مدربي المدرسة الأرجنتينية متشابهة، من حيث التكتيك وسياسة الاعتماد علي النجم الأوحد، فلم تكتف المدرسة الأرجنتينية بإنجاب مدرب وحيد نمطي وكلاسيكي شرس دفاعيًا يعتمد في الهجوم، مثلما يحدث مع المنتخب المصري مؤخرًا، فيما أطلقت عليه الجماهير خطة «باصي لصلاح» وبعد غياب نجم ليفربول الإنجليزي، بسبب الإصابة التي لحقت به، فشل كوبر في تحويل منتخب صلاح إلى منتخب جماعي، فأصبح المنتخب بلا معاني واضحة وحقيقية.
ومن قبيل المصادفة، خروج مدرب المنتخب الأرجنتيني، خورخي سامباولي، بعد الأمسية الكروية الكارثية بالأمس، ليثبت هو الآخر تلك النظرية، على غرار مواطنه كوبر، ولكن مع تغيير طفيف تمثل في تغيير هوية راقصي التانجو إلى منتخب «باصي لميسي» بل أن الطامة الكبرى كانت في ظل المستوى المتراجع الذي قدمه البرغوث مع منتخب بلاده بالمباراة، وبعد مرور 10 دقائق من عمر لقاء الأمس، اتجه لاعبو كرواتيا لحيلة ذكية حتي يحققوا مطلبهم باستخدام القوة البدنية التي تفوقوا بها بشكلٍ لافت على منافسهم، بعدما فقد لاعبو الأرجنتين قدر كبير من الطاقة البدنية دون فائدة، واعتمد رفاق «مودريتش» طوال المباراة على المرتدات السريعة لتدمير دفاعات الأرجنتين، وهو ما تحقق في النهاية، في استمرار لفصول فشل «ميسي» مع منتخب الأرجنتين، في الآونة الأخيرة.