تزامنًا مع ذكرى يوم الأب العالمي..الأزهر يفقد معوض عوض أبو المشايخ

يحتفل العالم اليوم بمناسبة اليوم العالمي للأب، ويأتي الاحتفال بتلك المناسبة تقديرًا لما يقدمه الأب من أجل أبنائه جنبًا إلى جنب مع الأم، بتحمل جميع مسؤولياتهم، والمساعدة في تربيتهم من أجل تخريج أجيالا صالحة تنفع المجتمع وتنهض بالأمم.

وخصص العالم يوم 21 يونيو من كل عام لتكريم دور الأب والاحتفال به أسوةً بعيد الأم الذي يتم الاحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام، وتحتفل الدول الغربية بيوم الأب 2018، في 19 يونيو من كل عام، على عكس الدول العربية، فيتم الاحتفال به في 21 من يونيو في كل عام، يوم الأب العالمي 2018.

وتتزامن تلك المناسبة العالمية، مع وفاة أبو المشايخ، ومعلم العلماء، العالم الجليل الشيخ معوض عوض إبراهيم، أحد علماء الأزهر الشريف وأكبر المُعمَّرين الأزهريين، والذي وافته المنية مساء أمس الأربعاء عن عمر يناهز 106 أعوام.

ويشهد الأزهر، وعلى رأسه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بما قدمه منذ تخرجه في كلية أصول الدين قبل نحو ٧٩ عامًا، من عطاء مشهود وعلم وافر، كان خلاله مثالا للعالم والفقيه الأزهري، بعلمه وفكره الوسطي المعتدل، غير أن الفقيد الراحل قدم الكثير من جهده ووقته في سبيل خدمة العلم وأهله وكان خير مثال للعالم والفقيه الأزهري، كما تلقى العلم على يديه العديد من الطلاب والباحثين.

ويعتبره العديد من قامات الأزهر أنه أبو المشايخ، نظرًا لأنه تتلمذ على يديه العشرات من العلماء، وتخرج على يديه المئات من الطلاب من كافة أنحاء العالم.

وظهر هذا جليًا في حرص كبار علماء الأزهر على نعي الشيخ الفقيد، فقد نعى المستشار محمد عبد السلام ، مستشار شيخ الأزهر قائلا : «والشيخ معوض مَضرِب المثل في إحسان الأخذ طالبًا قبل أن يصبح شيخًا، فكان قدوةً حسنةً لأبناء الأزهر الشريف ، فكان رحمه الله صاحب منهج أزهري أصيل ، يعشق الأزهر فحظي باحترام وتقدير الجميع، كما كرمه فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب باعتباره نموذجًا أزهريًا في العلم والزهد والتقي» .

وأكد  الدكتور شوقي علامي مفتي الجمهورية – في بيان له – أن الفقيد الراحل قضى حياته التي تجاوزت المائة بست سنين في رحاب الأزهر الشريف وتخرج على يديه العشرات من كبار العلماء من مختلف دول العالم فضلًا عن مئات من طلبة العلم الذين تربوا على يديه.

كما نعي الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر والمشرف العام على الرواق الأزهري، فضيلة العلامة المسند الأديب الأريب الشيخ المعمر معوض عوض إبراهيم الأزهري الحنفى، مؤكدا انه كان  أكبر معمر أزهري وقد وافته المنية اليوم الاربعاء، وقد جاوز المئة قضاه في خدمة العلم والدين وجهادٍ بعلمه وفكره وقلمه، مختتما بحديث عن رسول الله ﷺ : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ” .

أما عن  الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ معوض عوض إبراهيم، أكبر معمري الأزهر، فقد قال في بيان له: "انتقل إلى رحمة الله، العالم العلامة، الأديب النحرير (فَطِن) شيخ الشيوخ، المعمر معوض عوض إبراهيم، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته".

وهكذا بادر العلماء بنعي الشيخ الجليل،معبرين عن حبهم وتقديرهم له، وامتنانا لما قدمه الشيخ طوال حياته على مدى قرن من الزمان للأزهر من وافر علمه، لخدمة العالم الإسلامي.