«المونديال».. تلك الحدث الأهم الذي يحظى باهتمام الملايين حول العالم، فهي البطولة الرياضة الأقوى والأهم، ويمثل مونديال روسيا 2018 طابع خاص للمصريين، لأن الرحلة لا تتكرر كثيرا ولأن مصر خاضت تلك الرحلة مرتين فقط وهي الآن في الثالثة، فبعد شغف ولهفة للبطولة الأهم في العالم.. مصر في كأس العالم.
أعوام كثيرة مضت على «مونديال 90»، إلا أن ذكراه مازالت حاضرة في أذهان المصريين بهدف الكابتن مجدي عبد الغني، شهدت تلك الأعوام الكثير من اللحظات الهامة والذكريات الرائعة رغم قلتها إلا أنها ظلت دائما حاضرة، تلك الأعوام التي قضاها المصريين بشكل عام والكرويين بشكل خاص ما بين الصبر والاشتياق للبطولة الأهم.
وبمحض الصدفة، شاءت الأقدار أن تجتمع المباراة الافتتاحية للمنتخب المصري في كأس العالم مع عيد الفطر المبارك، والذي يميزه الفرح والمرح والخروج للسنيما عند المصريين، فما بين مشاهدة الأفلام التي يتنافس المخرجين في تحقيق أعلى إيرادات ومتعة الجمهور وكأس العالم الحلم الذي انتظره المصريين منذ 28 عامًا، أصبح الجمهور حائرًا في أيهما يتابع؟.
الإجابة كانت في إحدى شوارع المحروسة، والتي تجمع بين السينمات والمقاهي، ففي الساعات الأولى من الصباح، أخذ «عم صلاح»، عامل بإحدى كافتريات تلك الشارع في تجهيز المقاعد وتنظيف المقهى الشعبية لاستقبال مشجعي المنتخب، في الوقت نفسه كان الشاب الثلاثين «محيى»، مسئول عن إحدى السنيمات الذي ظهر عليها بانر فيلم «حرب كارموز» يوزع الشباب معه لاستقبال المشاهدين الذين يحرصون على متابعة أفلام العيد.
وبعد انتهاء صلاة الجمعة، جاءت الإجابة بالازدحام الذي أغلق الطرق المؤدية للمقى الشعبي، بينما هدوء خيم على الموقف أمام السينما، فمع ارتفاع صوت صفارة المباراة اصطف المشاهدين أمام المقهى، وعلم مصر يكمل ملابسهم، ويزين وجوه آخرون في مشهدٍ وطني قلما أن يتكرر، ويمسكون بيدهم «فوفوزيلا» يفرغون فيها أنفاسهم فتخرج الصافرة الأشهر لعشاق كرة القدم.
وفي أرض الملعب وقف 11 لاعبًا مصريًا، وخلفهم 114 مليون مصري، يساندوهم في مهتهم ضد منتخب أوروجواى، وكانت الأجواء مفرحة ومناسبة للعيد حتى جاء الهدف الذي سجله خوسيه ماريا خيمينيز قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للقاء، حينها تغيرت الملامح واختفت الضحكة وانقلب الوضع رأسًا على عقب، مما ضيع فرحة المصريين بالعيد في يومه الأول.
ثلاثة أيام فقط مرو على المصريين الذين لم يفيقوا من خسارة أوروجواى، حتى جاءت الخسارة الكبيرة من منتخب روسيا ليلة أمس، وهو ما سلعد في اختفاء فرحة العيد أيضًا بعدما اختطفتها الخسارة المرة، فمعظم من كان لديه خطة للخروج بعد انتهاء المباراة وقضاء وقت ترفية، غير خطتته بعد الخسارة الكبيرة التي تلاقاها المنتخب، بعد أداء لم يرضي المشجعين وبعض نجوم الرياضة، وهكذا الفرحة وسط زحمة خسائر المونديال "وراح المونديال" بعد خسارة السعودية اليوم.