يأتي قرار تعميم نظام "البوكليت" في امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني لعام 2025 كخطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز جودة العملية التعليمية والتقويمية في مصر، بعد أن أعلن محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن تطبيق هذا النظام في جميع المحافظات، بهدف الحد من ظاهرة الغش، وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب، ورفع مستوى دقة وشفافية التصحيح.
ويُعد هذا القرار جزءًا من سلسلة إصلاحات تسعى الوزارة من خلالها إلى مواجهة التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، لاسيما في ظل تفاقم الوسائل التقليدية والإلكترونية للغش. ومن خلال هذا التقرير، نستعرض أبرز جوانب نظام "البوكليت"، وآراء الخبراء حوله، وتأثيره المتوقع على العملية الامتحانية والطلاب على حد سواء.
حقائق متعلقة بنظام البوكليت
كشف الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوي، عن ست حقائق متعلقة بنظام "البوكليت" الذي سيتم تطبيقه بشكل عام على امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني لعام 2025، بناءً على قرار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف.
وأوضح الخبير التربوي في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم"، أن الحقائق المتعلقة بنظام "البوكليت" تشمل ما يلي:
- نظام "البوكليت" ليس سوى أداة أو طريقة لعرض الامتحان، وليس الامتحان أو عملية التقييم بحد ذاتها.
- يساعد "البوكليت" في الحد من الغش مقارنة بالامتحانات التقليدية التي تُقدّم في صفحة أو صفحتين فقط.
- لا يمكن لـ"البوكليت" أن يقلل الغش بشكل كامل في ظل وجود عوامل أخرى مثل تسريب الأسئلة، أو تساهل الملاحظين، أو حدوث مخالفات للقواعد أثناء الامتحان.
- لا يحتاج الطالب إلى تدريب خاص للتعامل مع "البوكليت"، بل إنه أبسط من الامتحانات التقليدية، حيث سبق للطلاب التدرب عليه من خلال حل أسئلة ونماذج امتحانية في سنوات سابقة.
- لا يمكن استخدام التصحيح الإلكتروني مع "البوكليت"، مما يستلزم الاعتماد على التصحيح اليدوي حصريًا.
- يتطلب "البوكليت" وضع نماذج إجابة مرنة لتقدير الأسئلة المقالية المدرجة ضمنه.
خطوة تكميلية
ومن جانبها، أثنت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم"، على قرار تعميم نظام "البوكليت" في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية بجميع المحافظات، واصفةً إياه بأنه قرار صائب ويمثل خطوة تكميلية ضمن سلسلة القرارات التي تهدف الوزارة من خلالها إلى مكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات، التي تفاقمت بشكل ملحوظ وأصبحت تتطلب موقفًا حازمًا وحلاً جذريًا.
وأضافت الحزاوي أن ظاهرة الغش في الامتحانات، سواء عبر الغش الإلكتروني باستخدام تطبيقات مثل "تليجرام" وغيرها، أو داخل اللجان، تشكل تهديدًا خطيرًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وتنعكس سلبًا على الطالب المجتهد الذي يشعر بالإحباط والظلم.
وأوضحت "الحزاوي" أن نظام "البوكليت" يتميز بأنه يعد أحد الحلول الفعالة للحد من هذه الظاهرة، حيث يصعب الغش فيه مقارنة بالنظام التقليدي، خاصة إذا تم تنويع ترتيب الأسئلة داخله، مضيفة أن تطبيق هذا النظام يعزز من تأمين الامتحانات ويقلل من إمكانية تصويرها.
واختتمت مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر حديثها قائلة، نأمل أن يتم توسيع تطبيق هذا القرار ليشمل امتحانات الثانوية العامة أيضًا، بدلاً من نظام "البابل شيت" الذي ساهم في تسهيل الغش بشكل ملحوظ، نظرًا لصعوبة إثبات الغش عند الاكتفاء بتظليل الدوائر، في حين يتيح نظام "البوكليت" إمكانية رصد الغش بسهولة أكبر.
وفي سياق متصل، أصدر محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا بتعميم نظام "البوكليت" في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية بجميع المحافظات، مشيرًا إلى أهميته في تقليل فرص الغش، وضمان العدالة بين الطلاب، وتحسين جودة التصحيح. كما وجه بسرعة إعداد وطباعة الامتحانات وفق هذا النظام في كافة المحافظات، مؤكدًا التزام الوزارة بتقديم الدعم الفني لجميع المديريات التعليمية.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
