حكم صيام الأيام الستة من شوال..هل يشترط التتابع أم يجوز التفريق؟

الاثنين 31 مارس 2025 | 03:13 مساءً
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : إيمان محمد

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية بشأن صيام الستة أيام من شهر شوال, مفاده  هل يجب أن تكون الأيام الستة التي يتم صيامها في شوال متتالية بعد يوم العيد مباشرة؟ أم أن الأمر فيه مرونة تسمح بتوزيعها على أيام الشهر؟ .

وأجابت دار الإفتاء بأن صيام الستة أيام من شوال فيه سعة وتيسير، فمن المجاز تفريقها خلال الشهر، ولا يشترط صيامها متتالية، مع أن صيامها متتابعة بعد عيد الفطر مباشرة يعد أفضل وأكثر استحبابًا، ما لم يتعارض ذلك مع مصلحة أعلى، كصلة الرحم أو إكرام الضيف.

وتابعت دار الإفتاء جاء في السنة النبوية الشريفة الترغيب في صيام ستة أيام من شوال بعد الانتهاء من صيام رمضان، وأن ذلك يعادل في الأجر صيام عام كامل، فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال، كان كمن صام الدهر».

وتباينت آراء الفقهاء حول ما هو الأفضل في صيام الستة أيام من شوال، هل التتابع أم التفريق؟ فذهب الحنفية إلى ترجيح التفريق، حيث قال الإمام الحصكفي الحنفي في "الدر المختار": [(والتفريق في صيام الست من شوال مستحب)، ولا يُعتبر التتابع مكروهًا على الرأي المختار].

ورجح الشافعية والحنابلة أفضلية التتابع في صيام الست من شوال، حيث قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج": [يُستحب لمن أكمل صيام رمضان أن يتبعه بصيام ستة أيام من شوال كما جاء في نص الحديث، وتتحقق السنة بصيامها متفرقة، (لكن) التتابع فيها (أفضل) بعد العيد مباشرة؛ للمسارعة إلى الطاعة، ولما قد يترتب على التأخير من المفاسد.

هذه الأفضلية التي ذكرها الفقهاء قد تزول إذا تعارضت مع ما هو أولى منها، مثل إسعاد الناس ومراعاة مشاعرهم، فإذا كان الشخص مدعوا لتناول طعام مع أقاربه في وليمة مثلا، فإن صلة الرحم وإدخال الفرح على الأهل والأقرباء تعد بلا شك أفضل من الإسراع إلى الصيام بعد العيد أو الالتزام بتتابعه، وقد أشار علماء الشافعية والحنابلة إلى أن الكراهة ترفع في حال وجود حاجة.

اقرأ أيضا