أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أهمية الالتزام بمواعيد الري الآمن للقمح خلال الأسبوع الحالي، خاصة في ظل التحذيرات من تأثير الري في وجود رياح قوية قد تؤدي إلى ظاهرة "الرقاد".
وصول المياه إلى النبات دون التعرض للمشاكل
وفي بيانٍ صحفي، أوضح الدكتور فهيم أن اتباع التوقيتات المحددة يعد أمرًا حاسمًا لضمان وصول المياه إلى النبات دون التعرض للمشاكل الناتجة عن الري في ظروف جوية غير مستقرة.
وفقًا للتعليمات الصادرة، فإن مواعيد الري مقسمة بشكل دقيق حسب المناطق الجغرافية داخل الجمهورية؛ ففي يوم الثلاثاء، يُنصح بإجراء الري النهاري في محافظات وسط وجنوب الصعيد، مثل المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والوادي الجديد، بينما يجب الالتزام بالري المسائي بعد الساعة الثامنة مساءً في باقي المحافظات.
ويهدف هذا التوقيت إلى تفادي تأثير الرياح التي قد تزيد من احتمالية تعرض المحصول لمشكلات الري.
ضرورة الري النهاري في معظم أنحاء الجمهورية
أما يوم الأربعاء، فقد تم التأكيد على ضرورة الري النهاري في معظم أنحاء الجمهورية، خاصةً في جنوب الدلتا وشمال الصعيد، بالإضافة إلى الري الليلي في محافظات كفر الشيخ ودمياط والدقهلية والإسكندرية وبورسعيد والبحيرة والشرقية، حيث يكون الري المسائي بعد الساعة الثامنة. هذا الجدول الدقيق يعكس الحرص على مراعاة الفروق المناخية والجيومورفولوجية في كل منطقة.
وفي يوم الخميس، يُسمح بالري النهاري في معظم المحافظات، مع تقييد الري الليلي فقط في محافظات المنيا وأسيوط والوادي الجديد.
أما يوم الجمعة، فالوضع مختلف؛ إذ من المتوقع هبات رياح عالية تغطي معظم الجمهورية، مما يستدعي نصيحة وزارة الزراعة بعدم إجراء الري في جميع المحافظات لتفادي الأضرار المحتملة.
كما تم التنويه بضرورة إضافة 10 إلى 15 كجم من سلفات البوتاسيوم مع الري؛ إذ تُعد هذه الخطوة مهمة لتسريع عملية امتلاء الحبوب وتعزيز كتلة وجودة القمح.
وتابع الدكتور فهيم قائلًا: "لا يجب إغفال الري الأخير للقمح خوفًا من ظاهرة الرقاد، فهو رية حاسمة تسهم في زيادة صلابة الحبوب وإنتاجية الفدان، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاج الزراعي القومي."
وأضاف أن هذه التعليمات تأتي في إطار جهود وزارة الزراعة لمراقبة الظروف المناخية وتوفير النصائح الفنية للمزارعين لتفادي أي خسائر محتملة بسبب الظروف الجوية غير الملائمة.
كما أكد المركز المناخي أهمية متابعة النشرات الجوية الدورية والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، حيث إن التغيرات المناخية المتسارعة تستدعي تأقلم أساليب الري لضمان الاستفادة المثلى من الموارد المائية والحفاظ على المحاصيل الزراعية الحيوية مثل القمح.
وفي الختام، يُعد تطبيق هذه التعليمات خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار الزراعي والمحافظة على الإنتاجية خلال فصل النمو الحالي، وهو ما سيعود بالنفع على الأمن الغذائي في مصر وعلى مزارعي القمح بشكل خاص.
ومع الالتزام الدقيق بالمواعيد والإضافات الفنية، كإضافة سلفات البوتاسيوم، يأمل المسؤولون تحقيق نتائج إيجابية تضمن محصول قمح ذي جودة عالية وإنتاجية متزايدة.