هل يجوز التطهر من الحيض بعد الفجر في رمضان.. تكثر التساؤلات في شهر رمضان المبارك، حول الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام، ومن بينها حكم صيام المرأة إذا انقطع عنها الحيض قبل الفجر لكنها لم تغتسل إلا بعد طلوعه. وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحًا حول هذه المسألة، حرصًا على مساعدة النساء في معرفة أحكام الدين وتجنب الشكوك المتعلقة بصحة صيامهن.
الصيام بعد الطهر وقبل الاغتسال
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المرأة إذا رأت الطهر قبل الفجر وتحققت من انقطاع دم الحيض ولو بلحظة، فإن صيامها يكون صحيحًا حتى لو لم تغتسل إلا بعد دخول وقت الصيام، مؤضحًا أن تأخير الاغتسال لا يؤثر على صحة الصوم، ولكن يُفضل المبادرة به حتى تتمكن المرأة من أداء الصلاة في وقتها.
وأضاف ممدوح خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب"، أن الطهارة من الحدث الأكبر ليست شرطًا لصحة الصيام، بل هي شرط لأداء الصلاة. وبالتالي، فإن المرأة التي تطهرت قبل الفجر يجب أن تنوي الصيام، ويمكنها تأخير الغسل إلى ما بعد أذان الفجر دون أن يكون لذلك تأثير على صحة صيامها.
وشدد أمين الفتوى على أهمية أن تتأكد المرأة من حصول الطهر قبل الفجر من خلال العلامات الشرعية المعروفة، مثل نزول القَصَّة البيضاء أو جفاف الموضع، مشيرًا إلى أن مجرد الشك في الطهر لا يكفي، بل يجب التيقن منه قبل بدء الصيام.
كما أشار إلى أن هذا الحكم ينطبق أيضًا على الجنب الذي لم يتمكن من الاغتسال قبل الفجر، فصيامه يظل صحيحًا، ولكنه مطالب بالإسراع في الطهارة لأداء الصلاة في وقتها.
الاغتسال وأداء العبادات
وأكد ممدوح أن من الأفضل عدم تأخير الغسل لوقت طويل، حتى تتمكن المرأة من أداء صلاة الفجر في وقتها، لأن الصلاة لا تصح دون طهارة. ونصح بضرورة التيسير وعدم التشدد في مثل هذه الأمور، خاصة أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى اليسر ورفع الحرج عن المكلفين.
حكم الصيام دون طهارة
وأوضح الشيخ أحمد ممدوح أن الصيام لا يتأثر بعدم الطهارة، سواء كانت المرأة في حالة حيض وانقطع عنها الدم أو كان الرجل جُنبًا، ولكن لا يجوز تأخير الصلاة بدون عذر شرعي، داعيًا إلى الالتزام بأحكام الدين مع مراعاة التيسير الذي تدعو إليه الشريعة الإسلامية.