خاص|الخبير الأثري د. أحمد عامر يكشف مكانة الوشق كحارس للمقابر ورمز للقوة في مصر القديمة

الوشق: رمز القوة والذكاء في الحضارة المصرية القديمة"

الاحد 23 مارس 2025 | 08:49 مساءً
كتب : أمنية محمد السيد

كشف الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر، عن الدور البارز الذي لعبه الوشق، المعروف أيضًا باسم "النمر الصغير"، في الحضارة المصرية القديمة. 

 أشار د. عامر في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم" أن الوشق، الذي يعتبر من فصائل القطط البرية، نال اهتمامًا كبيرًا من المصريين القدماء، حيث كان رمزًا للقوة والذكاء.

وأوضح د. عامر أن الوشق ينتمي إلى فئة الثدييات آكلة اللحوم، لكنه في بعض الأحيان يعتمد على النباتات كمصدر غذائي، خاصة في حالات الجوع الشديد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوشق يفضل افتراس الثدييات الصغيرة، الزواحف، والثعابين، ويظهر شراسته في هذه الأوقات، وهو ما منحه لقب "النمر الصغير" نظرًا لقوته.

ولفت عامر، إلى أن الوشق كان له دور مهم في حياة المصريين القدماء، حيث ظهر في العديد من المنحوتات والتماثيل التي أكدت مكانته كحارس لمقابر الفراعنة. في تلك المنحوتات، كان الوشق يُصوّر في أوضاع قتالية، يواجه فيها الأفاعي ويدافع عن المقابر من الأرواح الشريرة. 

كما تم تصويره في بعض النقوش وهو يقطع رأس الفوضى عند شجرة الإيشد، الشجرة المرتبطة بالحياة والخلود في المعتقدات المصرية القديمة.

وأضاف د. عامر، أن المصريين القدماء قدّسوا الوشق وأعطوه مكانة عالية، حيث اعتبروه رمزًا للقوة والذكاء، مما جعله يظهر في العديد من التماثيل التي تمثل القوة والقدرة على مواجهة الفوضى والشر. وكان دوره يتعدى كونه مجرد حارس للمقابر، بل رُبط بمفاهيم الحياة الأبدية والخلود، حيث كان يُنظر إليه كحيوان محارب قادر على حماية الموتى من الأخطار.

واختتم الدكتور أحمد عامر حديثه بالتأكيد على أن دراسة الرموز الحيوانية مثل الوشق في الحضارة المصرية القديمة تكشف جانبًا مهمًا من العقائد والرموز الثقافية التي شكلت هوية مصر القديمة، مشيرًا إلى أن الحيوانات لم تكن مجرد كائنات تعيش في البيئة، بل كان لكل منها دلالته وقداسته الخاصة.

اقرأ أيضا