كشف الدكتور أحمد عامر، الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، أن "الوشق" يُعد من أبرز فصائل القطط البرية التي نالت اهتمامًا كبيرًا في الحضارة المصرية القديمة، حيث كان يُطلق عليه أيضًا لقب "النمر الصغير" نظرًا لما عُرف عنه من شراسة وقوة.
خبير أثري يكشف مكانة "الوشق" المقدسة ودوره في حماية المقابر
وأوضح "عامر" في تصريحات خاصة لموقع"بلدنا اليوم"، أن الوشق يُصنف من الثدييات آكلة اللحوم، إلا أنه يتميز بقدرة على التكيف الغذائي، حيث يتغذى أحيانًا على النباتات، بينما يفضل في أوقات الجوع الشديد التهام الثدييات الصغيرة والزواحف والثعابين. وهذا ما يجعله من الكائنات القوية ذات القدرة على البقاء في البيئات القاسية.
وأشار الخبير الآثري إلى أن الوشق لم يكن مجرد حيوان بري في نظر المصريين القدماء، بل حظي بمكانة مقدسة، حيث عُثر على العديد من النقوش والتماثيل التي تجسده، وكان يُنحت على جدران المعابد والمقابر، مما يدل على احترام المصريين له وتقديرهم لدوره الرمزي والروحي.
وبيّن عامر أن الوشق كان يُصوَّر في النقوش الفرعونية كحيوان محارب، يتصدى للأفاعي ويقاتل قوى الفوضى، كما كان يظهر في مشهد رمزي وهو يقطع رأس الأفعى عند "شجرة الإيشد"، وهي شجرة مقدسة ارتبطت بالحياة والخلود في المعتقدات المصرية القديمة.
وأضاف أن هذا الحيوان المميز كان يُعتبر رمزًا للقوة والذكاء، وقد ربط المصريون القدماء بينه وبين صفات المحارب الشجاع والحامي للغيب، لذلك أُوكل إليه دور "حارس المقابر"، حيث اعتقدوا أنه يحمي الأرواح من الشرور ويحفظ السلام في العالم الآخر.
واختتم الدكتور أحمد عامر حديثه بالتأكيد على أن دراسة الرموز الحيوانية مثل الوشق في الحضارة المصرية القديمة تكشف جانبًا مهمًا من العقائد والرموز الثقافية التي شكلت هوية مصر القديمة، مشيرًا إلى أن الحيوانات لم تكن مجرد كائنات تعيش في البيئة، بل كان لكل منها دلالته وقداسته الخاصة.


