أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق شمال قطاع غزة، طالبهم فيها بالانتقال الفوري إلى جنوب القطاع، مهددًا بقصف المناطق التي شملتها الأوامر.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن أوامر الإخلاء استهدفت مناطق السلاطين والكرامة والعودة شمال القطاع، ورافقها تصعيد في التهديدات المباشرة باستهداف المناطق السكنية حال عدم الامتثال للأوامر.
خطط الاحتلال لتغيير الجغرافيا وفرض واقع جديد
وفي إطار تصعيد العدوان، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليماته لقوات الاحتلال بالسيطرة على مناطق جديدة في قطاع غزة وإخلائها من سكانها الفلسطينيين.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في سياق توسيع المناطق العازلة المحيطة بالقطاع بحجة حماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة.
وأكد كاتس أن العمليات العسكرية لن تتوقف عند هذا الحد، ملوّحًا بمزيد من التوسع والاحتلال داخل القطاع حتى يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين.
اجتياح بري وتصعيد دموي مستمر
شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا كبيرًا منذ فجر الثلاثاء الماضي، حيث استأنف الاحتلال الإسرائيلي هجماته المكثفة، ما أدى إلى استشهاد نحو 600 فلسطيني وإصابة أكثر من ألف آخرين حتى مساء الخميس.
وأفادت التقارير بأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وفي خطوة تعكس تصاعد العمليات البرية، اجتاحت قوات الاحتلال مفترق الشهداء وواصلت تقدمها حتى شارع صلاح الدين، الذي يعد خط الربط الرئيسي بين شمال وجنوب القطاع.
كما شمل الاجتياح مخيم الشابورة في رفح جنوب القطاع، إضافة إلى شمال غرب بيت لاهيا.
إبادة جماعية وأزمة إنسانية غير مسبوقة
منذ 7 أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفرت الهجمات حتى الآن عن أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
كما تجاوز عدد المفقودين 14 ألف شخص، وسط معاناة إنسانية متفاقمة وانهيار كامل للبنية التحتية.
وهذا فرض واقعًا جديدًا في غزة عبر التهجير القسري وتغيير الحدود، في وقت يواجه فيه المدنيون الفلسطينيون كارثة إنسانية مع استمرار العدوان وتصاعد الاستهداف المباشر لمناطقهم السكنية.
اقرأ أيضا
محمود بري: إسرائيل تنفذ الحلم الصهيوني.. وأميركا أداة في يدها (خاص )