سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري: دلالات ورسائل متعددة (خاص)

الجمعة 21 مارس 2025 | 07:23 مساءً
الدكتور رامي زهدي
الدكتور رامي زهدي
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية ومساعد رئيس حزب الوعي للشؤون الإفريقية، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن رفع الجيش السوداني راية السودان فوق القصر الجمهوري في الخرطوم يعد تحولًا استراتيجيًا مهمًا في مسار الصراع بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع.

رمزية القصر الجمهوري وأبعاده السياسية

وأوضح أن القصر الجمهوري ليس مجرد مبنى إداري، بل هو رمز سيادي يعكس شرعية الدولة ومؤسساتها.

وأشار إلى أن استعادة الجيش لهذا المعلم السيادي تعني تأكيد حضور الدولة السودانية في مواجهة محاولة فرض أمر واقع من قبل ميليشيا غير شرعية.

ولفت إلى أن رفع العلم السوداني على القصر يبعث برسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن الجيش لا يزال العمود الفقري للدولة والقوة القادرة على حماية السيادة الوطنية.

وأكد زهدي أن هذه الخطوة تعزز من موقف الجيش السوداني في أي مفاوضات دولية مستقبلية، سواء بشأن وقف إطلاق النار أو التسوية السياسية، كما تمنح الحكومة السودانية المعترف بها دوليًا شرعية أكبر في المحافل الإقليمية والدولية.

تحول في موازين القوى وتأثيره على سير المعركة

وأشار إلى أن استعادة القصر الجمهوري تمثل تحولًا ميدانيًا لصالح الجيش، خاصة أنها جاءت بعد سلسلة من الانتصارات في ولايات الجزيرة والخرطوم ودارفور.

وشدد على أن الجيش السوداني بات في موقع الهجوم وليس الدفاع، ما يعكس تطورًا نوعيًا في بنيته وقدراته.

وأضاف أن هذا التقدم يؤكد قدرة الجيش على الانتقال من مرحلة الدفاع والصمود إلى مرحلة المبادرة والهجوم، في حين أن ميليشيا الدعم السريع بدأت تفقد زمام المبادرة وتتعرض لضغوط ميدانية وسياسية متزايدة.

احتمالات الدعم الخارجي وسيناريوهات المستقبل

ولفت زهدي إلى أن تراجع ميليشيا الدعم السريع لا يعني بالضرورة انسحاب داعميها الإقليميين والدوليين من المشهد.

وأوضح أن هناك فرضيتين:

أن يكون هناك تراجع حقيقي نتيجة ضغوط دولية أو خوف من التورط في ملاحقات قانونية.

أن يكون الداعمون يعيدون ترتيب أوراقهم لما بعد الهزيمة لضمان خروج آمن لقيادات الميليشيا أو إعادة تدوير عناصرها في مشهد سياسي جديد.

وشدد على أن احتمالية عودة الدعم السريع إلى مراكز القوة تبدو ضعيفة في ظل التحولات الحالية، لكنها تظل ممكنة إذا حصلت الميليشيا على دعم خارجي نوعي ومباشر.

التداعيات القانونية والدولية لانتصار الجيش

وأكد أن السيطرة على القصر الجمهوري تفتح الباب أمام مطالبات شعبية ودولية بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع، خاصة في دارفور والخرطوم.

وأوضح أن هذه الجرائم الموثقة بتقارير دولية قد تحول ملف الدعم السريع من شأن داخلي إلى قضية دولية، مما يزيد من احتمالية ملاحقة قياداته أمام المحاكم الجنائية الدولية.

دور مصر في المبادرة السياسية ودعم الاستقرار

وأشار زهدي إلى أن التحولات الحالية تفتح المجال أمام مبادرة سياسية مصرية - إفريقية، خاصة أن مصر، بحكم موقعها ودورها الإقليمي، يمكنها التنسيق مع الاتحاد الإفريقي لطرح مبادرة تدعم استقرار السودان.

وأضاف أن هذه المبادرة قد تزداد فرص نجاحها مع تقدم الجيش ميدانيًا وتعزيز موقعه في المعادلة السياسية.

إدارة ما بعد النصر

وشدد الدكتور رامي زهدي على أن الجيش السوداني يمر بلحظة تاريخية فارقة، حيث أصبح أقرب من أي وقت مضى لاستعادة السيطرة الكاملة على الدولة.

وأكد أن التحدي الحقيقي يكمن في إدارة مرحلة ما بعد النصر، حيث ستحدد هذه الإدارة مستقبل السودان، ووحدته، وقدرته على تفادي سيناريوهات الفوضى أو التقسيم.

اقرأ أيضا 

السفير مسعود معلوف: ترامب يؤيد إسرائيل بلا حدود ويضغط لإنهاء القضية الفلسطينية (خاص)

اقرأ أيضا