تعد ليلة القدر هي إحدى أعظم ليالي شهر رمضان، التي اختصها الله بفضل عظيم، وجعلها ليلة تنزل فيها الملائكة بالرحمة والبركة، ويضاعف فيها الأجر والثواب، ويسعى المسلمون في العشر الأواخر من رمضان إلى تحري هذه الليلة المباركة، لما لها من شأن كبير في الإسلام، فهي خير من ألف شهر، وفرصة عظيمة لنيل المغفرة والعتق من النار.
ومع ذلك، تنتشر بين الناس بعض المعتقدات الخاطئة حولها، وهو ما نسلط عليه الضوء في هذا التقرير، إلى جانب بيان سبب تسميتها وأفضل الأدعية المستحبة فيها.
الاعتقادات الخاطئة حول ليلة القدر
تنتشر بين الناس بعض المفاهيم الخاطئة حول علامات ليلة القدر، مثل سقوط الأشجار ثم عودتها إلى حالتها الطبيعية، وتحول الماء المالح إلى عذب، وسكوت الكلاب عن النباح، وسماع أصوات التسليم في الأرجاء.
كما يعتقد البعض أنهم يرون في السماء صورا للمساجد الثلاثة المقدسة، أو أن السماء تنشق ويتبعها برق ورعد، وهذه كلها معتقدات لا أصل لها في السنة النبوية.
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم؟
حملت ليلة القدر هذا الاسم لعدة تفسيرات، منها:
- لأنها ليلة يقدر فيها مصير العباد لسنة كاملة، فقد قال الله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم".
- لعظم قدرها عند الله، فهي ليلة مباركة تتنزل فيها الرحمة والمغفرة.
- لأن الأعمال الصالحة فيها ذات قدر عظيم، فمن أحيى ليلتها بالطاعة صار عند الله ذا شأن.
- لنزول القرآن الكريم فيها، فقد قال الله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر".
دعاء ليلة القدر
لليلة القدر دعاء مخصوص أوصى به النبي ﷺ، حيث قالت السيدة عائشة –رضي الله عنها-: "قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
كما يستحب في هذه الليلة المباركة الإكثار من الأدعية التالية:
- اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري فيها من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر، يا رؤوفا بعبادك الصالحين.
- اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتطهر قلوبنا، وتحصن فروجنا، وتغفر لنا ذنوبنا، ونسألك الدرجات العلا من الجنة.
- إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك، يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك، اللهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.