شهدت مصر في عهد الرئيس السيسي نهضة كبيرة في تطوير مساجد آل البيت، ولم تقتصر أعمال التطوير على الترميم المعماري فقط، بل امتدت إلى رفع كفاءة البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للمصلين والزوار، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيز السياحة الدينية.
ويعكس الاهتمام الكبير بمساجد آل البيت، رؤية الدولة في إعادة إحياء الأماكن الدينية التاريخية، التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، وهو ما أكده الرئيس السيسي بنفسه خلال توجيهاته المستمرة بضرورة الحفاظ على هذه المساجد وصيانتها بشكل دوري.
تطوير شامل للمساجد الكبرى
كان مسجد الإمام الحسين من أوائل المساجد التي شملتها أعمال التطوير، حيث خضع لعملية تجديد شاملة بلغت تكلفتها 150 مليون جنيه، وتضمنت الأعمال ترميم المسجد بالكامل، مع تحديث أنظمة الإضاءة والتهوية، وتوسيع ساحاته لاستيعاب أعداد أكبر من المصلين، بما يعكس مدى الاهتمام بجعل هذه الأماكن المقدسة أكثر راحة وروحانية.
وعلى النهج نفسه، شملت عمليات التطوير مساجد أخرى مثل السيدة نفيسة، السيدة زينب، والسيدة فاطمة النبوية، حيث تم تجديد المباني الرئيسية، وتوسيع الساحات، ورفع كفاءة البنية التحتية، إلى جانب تحسين المنطقة المحيطة بهذه المساجد، لجعلها أكثر تنظيمًا وجمالًا.
استثمارات ضخمة لدعم التطوير
وقد صرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، بأن تطوير مساجد آل البيت يُعد إنجازًا غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على القاهرة فقط، بل تشمل مختلف المحافظات التي تضم مقامات آل البيت، مثل طنطا التي تحتضن مسجد السيد البدوي.
وأضاف جمعة، أن إجمالي عدد المساجد التي تم إنشاؤها أو تطويرها وتجديدها في عهد الرئيس السيسي بلغ 11,887 مسجدًا، بتكلفة تجاوزت 18 مليار جنيه، ما يعكس حجم الاستثمارات التي ضختها الدولة في قطاع المساجد.
دعم الصوفية والسياحة الدينية
من جانبه، أشاد الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، باهتمام الدولة غير المسبوق بمساجد آل البيت، مؤكدًا أن عملية التطوير لم تقتصر على المساجد نفسها، بل شملت أيضًا المناطق المحيطة بها، من خلال تطوير الطرق والميادين المؤدية إليها، فضلًا عن تحسين الخدمات والمرافق العامة.
وأشار القصبي، إلى أن هذه الأعمال تساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة الدينية في مصر، حيث تستقطب هذه المساجد آلاف الزوار سنويًا من داخل البلاد وخارجها، وخاصة من محبي التصوف وأتباع الطرق الصوفية.
مستقبل مشرق للسياحة الدينية
إن عمليات التطوير المستمرة لمساجد آل البيت لا تعزز فقط الجانب الديني والروحي، بل تسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الإسلامي لمصر، وتجعل من هذه المساجد نقاط جذب دينية وسياحية على أعلى مستوى.
ومع استمرار الدولة في تنفيذ خطتها الطموحة، يتوقع أن تصبح هذه المساجد وجهة رئيسية للسياحة الدينية في المنطقة، مما يرسخ مكانة مصر كمركز للحضارة الإسلامية ومهد لآل البيت الأطهار.