تعد صلاة التراويح من العبادات العظيمة، التي يحرص المسلمون على أدائها خلال شهر رمضان المبارك، لما فيها من الأجر والثواب الكبير، وفيما يخص المرأة، يثار التساؤل حول الأفضلية بين أدائها في المسجد أو في البيت، وما الحكم الشرعي في ذلك؟
في هذا السياق، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في صلاة المرأة أن تؤديها في بيتها، مستندا إلى قول النبي ﷺ: "أفضل صلاة المرأة في بيتها إلا المكتوبة"، أي أن الصلاة المفروضة فقط هي التي يفضل أن تؤديها في المسجد، بينما تكون النوافل، ومنها صلاة التراويح، أكثر فضلا إذا صليت في المنزل.
لكن الشيخ عويضة أشار إلى حالة استثنائية يكون فيها الذهاب إلى المسجد أفضل للمرأة، وهي عندما يكون ذلك سببا في تشجيعها على الاستمرار في العبادة والنشاط، خصوصا في أجواء رمضان التي تحمل طابعا روحانيا خاصا، فالذهاب إلى المسجد يتيح لها فرصة الاستماع إلى الدروس الدينية، والشعور بروح الجماعة، مما يعزز من خشوعها وارتباطها بالعبادة.
وأكد الشيخ أن أداء المرأة لصلاة التراويح في البيت لا ينقص من أجرها، بل قد يكون أعظم، إذا ما التزمت بها بانتظام وإخلاص.
كما نبه إلى ضرورة التزام المرأة بالضوابط الشرعية عند خروجها للصلاة في المسجد، ومنها الحصول على موافقة زوجها والالتزام بالحجاب والأدب الإسلامي.
يبقى الخيار للمرأة بين الصلاة في البيت أو المسجد وفقا لما يناسبها، مع التأكيد على أن الأصل هو أداؤها في المنزل، إلا إذا كانت تجد في الجماعة دافعا أقوى للاستمرار في العبادة، فحينها يكون ذهابها إلى المسجد أمرا محمودا، ما دامت ملتزمة بالآداب الشرعية.