في مشهد مأساوي جديد يضاف إلى قائمة الحوادث المؤلمة التي شهدتها السكك الحديدية في مصر، وقع حادث تصادم مروع بين قطار وسيارة ميني باص في منطقة جلبانة بالقنطرة شرق في محافظة الإسماعيلية.
لحظات من الرعب سادت المكان، حيث انقلبت السيارة وتناثرت أشلاء الحطام، بينما علت أصوات الصرخات وهرعت سيارات الإسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كانت الساعة تشير إلى مساء يوم الأربعاء عندما وقع الحادث، تاركًا خلفه ثمانية قتلى واثني عشر مصابًا، بينهم أطفال، في حالة حرجة.
تفاصيل الحادث
كانت سيارة الميني باص تقل عددًا من الركاب، بينهم أطفال في طريقهم إلى منازلهم، عندما حاول السائق عبور مزلقان غير شرعي دون التأكد من خلو الطريق، وفي اللحظة ذاتها، كان القطار قادمًا بسرعة، ولم يكن هناك متسع للهروب، فاصطدم القطار بالمركبة، ما أدى إلى انقلابها وتحطمها تمامًا.
فرق الإنقاذ وصلت بسرعة، وتم الدفع بـ 13 سيارة إسعاف نقلت المصابين إلى مستشفى القنطرة شرق، حيث تم إعلان حالة الطوارئ لاستقبال الضحايا وتقديم الرعاية العاجلة لهم.
تحرك الصحة
أعلنت وزارة الصحة والسكان استنفار جميع المرافق الطبية القريبة، حيث تم إرسال فرق طبية متخصصة إلى موقع الحادث لضمان سرعة التدخل وإنقاذ المصابين.
وفقًا للبيان الرسمي، فإن الحالات التي تم نقلها إلى المستشفى تتنوع بين إصابات بالغة وكسور ونزيف داخلي، وبعضها في حالة خطيرة تستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا، كما تم توفير دعم نفسي لعائلات الضحايا الذين توافدوا على المستشفى في حالة من الذهول والانهيار.
رد فعل النقل
وزارة النقل لم تتأخر في الرد، حيث أصدرت بيانًا عاجلًا أكدت فيه تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الخطأ البشري كان العامل الرئيسي وراء التصادم، إذ تبين أن سائق الميني باص تجاهل تعليمات السلامة وعبر من مكان غير مخصص لعبور السيارات.
وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بقواعد المرور، مؤكدة أن إجراءات مشددة سيتم اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً، بما في ذلك تغليظ العقوبات على المخالفين.
تعويضات للضحايا والمصابين
بالتنسيق مع الجهات المعنية، تحركت وزارة التضامن الاجتماعي لتقديم الدعم المالي والاجتماعي لأسر الضحايا والمصابين، تقرر صرف تعويضات عاجلة لأسر المتوفين، بالإضافة إلى دعم طبي ومعنوي للمصابين.
وتواصلت فرق المتابعة التابعة للوزارة مع المستشفيات لضمان تقديم أفضل رعاية للجرحى، كما تم توفير سكن مؤقت للعائلات التي فقدت معيلها في الحادث.
لحظات الرعب
شهود العيان تحدثوا عن لحظات الرعب التي عاشوها أثناء الحادث، أحد الركاب الناجين وصف كيف شعر بالقطار يندفع نحو السيارة بسرعة هائلة، ولم يكن هناك مجال للهروب، "سمعنا صوت ارتطام هائل، ثم وجدت نفسي ملقى خارج السيارة، بينما كانت الصرخات تعلو في كل مكان"، هكذا روى أحد المصابين.
البعض حاول مساعدة الضحايا قبل وصول سيارات الإسعاف، لكن حجم الدمار كان كبيرًا، ولم يكن بالإمكان إنقاذ الجميع.
قائمة المصابين
بحسب التقارير الطبية، فإن قائمة المصابين شملت أطفالًا في حالة حرجة، بالإضافة إلى عدد من الشباب الذين كانوا يستقلون السيارة في طريقهم إلى أعمالهم، وتم توزيع المصابين بين عدة مستشفيات لتلقي العلاج وفقًا لحالتهم الصحية.
وتتابع الفرق الطبية على مدار الساعة، بينما تواصل فرق التحقيق جمع الأدلة لمعرفة كافة التفاصيل التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة.