أثناء اجتماع أسبوعي عقد في المقر البابوي بالقاهرة، أدلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية بتصريحات حاسمة تندد بتفشي الكراهية والعنف في سوريا الشقيقة.
البابا تواضروس يحذر من طريق الكراهية وسط أحداث سوريا
وفي بيان رسمي، عبر القادة الدينيون عن معاناتهم لما يشهده العالم من فوضى وصراعات دموية، مؤكدين على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد حرمة الدم والمجتمعات والأوطان.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تبادل الآراء والدعوات الدولية للوقوف ضد الكراهية وبناء جسور التعايش والسلام.
وفي جلسة عقدت مساء الأربعاء بالمقر البابوي بالقاهرة، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني وبطريرك الكرازة المرقسية على أهمية الوحدة في مواجهة موجات الكراهية المتصاعدة التي يشهدها العالم، وبشكل خاص ما يحدث في سوريا.
حيث أشار قداسة البابا إلى أن "نتألم لما يحدث في سوريا" مؤكدًا أن الأحداث الدامية والمواقف الحادة التي تشهدها البلاد ما هي إلا انعكاس لانتشار مشاعر الكراهية والعنف التي تؤدي إلى تفشي الفتن والاضطرابات.
وأكد القادة الدينيون أن التصعيد الحالي لا يخدم سوى مصالح الميول العدائية، مشيرين إلى أن الكراهية هي الطريق الوحيد المؤدي إلى الجحيم، وأن انتشارها بين أفراد المجتمع يؤدي إلى انعدام الرحمة والقسوة في التعامل مع الآخر.
وفي سياق مشابه، استذكر البابا تواضروس حادثة هابيل وقايين كرمزية لما قد يحمله القلب من غِلّ وكراهية يمكن أن تتحول إلى أعمال دامية تضر بالأبرياء.
وكما دعا قداسة البابا المسؤولين على كافة المستويات إلى تبني سلوكيات إنسانية رصينة، والعمل على زرع قيم التسامح والمحبة في نفوس الصغار والكبار على حد سواء.
وأوضح أن التصدي للكراهية لا يقتصر على السياسات والإجراءات الأمنية فحسب، بل يشمل أيضًا دور التربية والتعليم في بناء مجتمع يرفض كل أشكال العنف والتعصب.
وفي الختام، شدد البابا تواضروس على ضرورة الدعاء للمتألمين والضحايا، معبرًا عن أمله في أن يتدخل العقل والرحمة ليبددا هذه الظلمات التي تعصف بحياة الأبرياء.
وأضاف قائلاً: "نحن نشارك المتألمين والمجروحين والضحايا، وندعو الجميع إلى السعي من أجل تحقيق رؤية أرحب تقوم على الرحمة والتعايش السلمي".
وإن هذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه الدعوات العالمية للتوقف عن نشر الكراهية وحماية الأرواح، مما يعكس جدية القادة الدينيين في تحمل مسؤوليتهم تجاه مجتمعاتهم والدعوة إلى إعادة الإنسانية إلى صميم تعاملاتنا اليومية.
وختامًا، تؤكد تصريحات قداسة البابا تواضروس وبطريرك الكرازة المرقسية على أن مكافحة الكراهية لا تقتصر على الكلمات فحسب، بل تتطلب إجراءات حازمة وتضافر جهود جميع الأطراف المعنية.
وإن رسالة التضامن والدعوة إلى محاربة الفتن تحمل في طياتها أملًا متجددًا لتحقيق السلام والاستقرار في مجتمعاتنا، خاصةً في ظل التحديات العصيبة التي تمر بها سوريا والعالم بأسره. يبقى الأمل معقودًا على إرادة الشعوب وقدرتها على تجاوز الانقسامات لإرساء قيم التعايش والمحبة التي تعود بالنفع على الجميع.