شيخ الأزهر: الإنسان في حاجة دائمة إلى الله.. فهو الحسيب والكافي

الاربعاء 12 مارس 2025 | 05:46 مساءً
شيخ الأزهر
شيخ الأزهر
كتب : محمود عبد الرحمن

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن اسم الله تعالى "الحسيب" يحمل معاني الكفاية والمحاسبة، وهو اسم لا يجوز أن يطلق على الإنسان مقرونا بـ"ال" التعريف، لأن أسماء الله الحسنى تعبر عن الكمال المطلق لله وحده، لكن يمكن تسمية الشخص بهذا الاسم دون التعريف.

وأوضح فضيلته، خلال حديثه في الحلقة الثانية عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، أن الإنسان دائم الاحتياج إلى الله، فهو الذي يسخر له الرزق والسبل التي تعينه على تلبية احتياجاته، مستشهدا بقول الإمام أبي حامد الغزالي:"اعلم أن اللبن ليس من الأم، بل هو والأم من الله سبحانه وتعالى، ومن فضله وجوده، فهو وحده حسيب كل أحد وليس في الوجود شيء واحد هو حسيب شيء سواه تعالى".

الكون قائم بأمر الله وحده

وأضاف فضيلته أن الاعتقاد بأن شيئا ما قد يكون كافيا بذاته هو تصور سطحي، لأن كل شيء في الكون مرتبط بعضه ببعض، ويعتمد في النهاية على قدرة الله.

 وأوضح أن الأشاعرة يرون أن الفاعل الحقيقي في الكون هو الله وحده، فكل ما يحدث في الوجود من أسباب ونتائج إنما يتم بأمره، حتى الاحتراق الناتج عن اقتراب النار من القطن مثلا، ليس فعل النار بذاتها، وإنما الله هو الذي يخلق الاحتراق عند اقتران النار بالقطن.

حسبنا الله ونعم الوكيل.. دعاء الكفاية والحماية

وأشار شيخ الأزهر إلى أن قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" يعد من أعظم الأدعية التي يرددها المظلوم، وهو مستمد من قوله تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء" [آل عمران: 173-174].

وأكد أن هذا الدعاء يعد حصنا من الأذى والشرور، لكن بشرط أن يكون نابعا من إيمان صادق بأن الله هو الكافي والحسيب.

كيف يتجلى اسم "الحسيب" في حياة الإنسان؟

واختتم فضيلته حديثه بالتأكيد على أن نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون في البذل والعطاء والمساعدة في كفاية الآخرين، مشيرا إلى أن من تجليات هذا الاسم في حياة الإنسان أيضا محاسبة النفس، مصداقا لقول النبي ﷺ: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"، فالمؤمن مطالب بأن يراجع أعماله، ويتأمل أفعاله، ويبادر بالتوبة عن أخطائه قبل أن يحاسب يوم القيامة.

اقرأ أيضا