شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُساعد على استيعاب كتاب الله تعالى

الاحد 09 مارس 2025 | 02:35 مساءً
شيخ الأزهر
شيخ الأزهر
كتب : ايمان محمد

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، في الحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب» اليوم، أن اسم "المقيت" يُعد من أسماء الله الحسنى المثبتة في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشيرًا إلى ضرورة استيعاب المعاني اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعزيز الإيمان وفهم عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

أوضح شيخ الأزهر، أن اسم الله "المقيت" ورد في القرآن الكريم بسورة النساء في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، كما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ضمن تعداد أسماء الله الحسنى، مشيرًا إلى أن أصل "المقيت" يعود إلى "القوت"، وهو ما يُحيي الإنسان ويُبقيه، حيث يرتبط الفعل "قاتَ يَقُوت" بتوفير الطعام والشراب كعنصر أساسي لبقاء الكائنات الحية.

 وأضاف أن هذا المعنى يتجلى في الله سبحانه وتعالى بصفته مُوزِّع الأرزاق لجميع المخلوقات، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.

تناول فضيلته أيضًا الجدل اللغوي حول معنى "المقيت"، حيث رأى بعض العلماء أن الاسم يعني "الشاهد" أو "القادر"، مستندين إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما الذي فسر "مقيتًا" بـ"قادرًا"، بالإضافة إلى أبيات من الشعر الجاهلي التي استخدمت اللفظ للدلالة على القدرة، كقول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا»، أي قادرًا على الرد على الإساءة.

وأوضح فضيلته أن اللغة العربية تُعتبر مفتاحًا رئيسيًا لفهم القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن بعض مشتقات الأسماء – كـ"المقيت" – قد تبتعد عن القواعد النحوية المعتادة، إلا أنها تُثبت صحتها من خلال السماع، كما في استخدامها بالقرآن والشعر العربي، حيث جاءت بمعنى "الشاهد" بحروف تختلف عن المصدر. وأكد أن «السماع دليل قاطع لا يحتاج إلى تبرير، بينما القياس يتطلب التعليل».

واختتم الإمام الأكبر حديثه بالتشديد على أن تعلم اللغة العربية يُعد عبادة، لأنها تُمكّن من فهم كتاب الله تعالى الذي أُنزل بلغة عربية واضحة، لافتًا إلى أن إعجاز القرآن لا ينضب، حيث يظهر فيه – على سبيل المثال – المفسر كدليل على البلاغة، أو الفقيه الذي يثري تفسيره بالفقه. 

اقرأ أيضا