يوم الشهيد والمحارب القديم.. ذكرى البطولة والتضحية في سبيل الوطن

تحلّ علينا ذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم في 9 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي اختير تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف عام 1969، ليكون رمزًا للفداء والتضحية. 

وتأتي هذه المناسبة الوطنية تقديرًا لتضحيات أبطال القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم من أجل رفعة الوطن وحماية أراضيه.

عبد المنعم رياض.. أيقونة التضحية في حرب الاستنزاف

يُعدّ الفريق عبد المنعم رياض أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، حيث تميّز بشجاعته واستراتيجيته الفذّة خلال حربي 1956 و1967 وحرب الاستنزاف. وقد قرّر أن يكون وسط جنوده على الجبهة، حيث استُشهد في 9 مارس 1969 أثناء قصف إسرائيلي عنيف على الخطوط الأمامية، ليخلد اسمه في سجل العظماء الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن.

نماذج مشرفة من التضحية

لم يكن الفريق عبد المنعم رياض وحده من سطّر اسمه بأحرف من نور في تاريخ العسكرية المصرية، فقد ضمّت حرب أكتوبر 1973 العديد من الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل استعادة الكرامة الوطنية، ومن أبرز هؤلاء:

العميد إبراهيم الرفاعي

قائد المجموعة 39 قتال، الذي نفّذ عمليات فدائية نوعية أربكت العدو الإسرائيلي، حتى استُشهد يوم 19 أكتوبر خلال إحدى العمليات القتالية.

اللواء أحمد حمدي

مهندس العبور، الذي استُشهد أثناء إصلاح أحد الكباري لعبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.

المقاتل محمد عبد العاطي

صائد الدبابات، الذي تمكّن من تدمير أكثر من 23 دبابة إسرائيلية خلال الحرب، وكان أحد رموز النصر.

أبطال خلف الكواليس

لا تقتصر الذكرى على تكريم الشهداء فقط، بل تشمل أيضًا تقدير المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحروب المختلفة وقدموا سنوات من أعمارهم في خدمة الوطن. وتقوم الدولة المصرية، ممثلة في جمعية المحاربين القدماء، بتقديم الدعم لهم ولأسر الشهداء من خلال برامج التكريم والمساعدات المختلفة، تأكيدًا على تقدير المجتمع لتضحياتهم.

احتفالات وتكريمات رسمية

تحرص القوات المسلحة المصرية على إحياء هذه الذكرى سنويًا من خلال فعاليات تشمل وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتنظيم لقاءات مع أسر الشهداء والمحاربين القدامى، بالإضافة إلى الندوات التثقيفية التي تبرز بطولات الجيش المصري عبر العصور.

يوم الوفاء لأرواح الأبطال

يظلّ يوم الشهيد مناسبة متجددة تعكس قيمة التضحية والفداء، وتؤكد أن أبطال مصر سيظلون خالدين في ذاكرة الوطن، وأن دماءهم لم تذهب هدرًا، بل كانت حجر الأساس في بناء مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.