في زحام الحياة وصخب الأيام، يبقى الدعاء همزة الوصل بين العبد وربه، تلك اللحظة الصافية التي تنقطع فيها صِلات الأرض لتتصل السماء بنداء القلوب، لكن، هل هناك أوقات يكون فيها الدعاء أكثر قبولًا؟
السجود لحظة القرب الأسمى
حين يلامس الجبين الأرض، يكون القلب أقرب ما يكون إلى بارئه، لحظة السجود ليست مجرد هيئة جسدية، بل هي ذروة الخشوع والانكسار بين يدي الله، وهنا، يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء، قائلاً: "وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم".
ويؤكد الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، على أن السجود هو محطة استجابة، حيث تتلاشى الحواجز بين العبد وربه، وتُفتح أبواب القبول لمن أخلص نيته وصدق في رجائه.
الدعاء بين الفرض والنافلة
ليست الصلاة وحدها موطن الدعاء، فهناك لحظات ذهبية أخرى، منها: ما بين الأذان والإقامة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد"، وقبل الإفطار للصائم، لأن دعوة الصائم مستجابة، كما ورد في الحديث الصحيح.
وقت السحر، حين تتنزل رحمات السماء في الثلث الأخير من الليل، فيكون الدعاء أقرب للإجابة، أما بعد الصلاة، فرفع اليدين بالدعاء سنة عن النبي، وهو وقت تحفه البركة، خاصة بعد الفرائض، حيث يظل القلب معلقًا بالله، متصلًا بالسكينة التي يتركها أثر الصلاة.