شهدت مدينة حيفا، شمال إسرائيل، هجوم طعن مروع في محطة للحافلات، أسفر عن مقتل رجل سبعيني وإصابة خمسة آخرين، وفق ما أعلنته خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء".
الحادث، الذي نفذه مواطن درزي إسرائيلي، أثار العديد من التساؤلات حول دوافعه، خاصة مع إعلان الشرطة الإسرائيلية أن المنفذ عاد مؤخرًا من الخارج، ما يفتح الباب أمام تكهنات حول تأثره بأفكار معينة خلال فترة غيابه.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيانها أنها قامت بـ"تحييد" المهاجم، مشيرة إلى أنه من سكان مدينة شفا عمرو الدرزية.
وأضافت أن منفذ الهجوم كان قد أمضى الأشهر الأخيرة خارج البلاد قبل أن يعود إلى إسرائيل الأسبوع الماضي.
الحادثة النادرة من نوعها، خاصة أن الدروز في إسرائيل معروفون بولائهم للدولة، تطرح العديد من الأسئلة حول خلفياتها وأسبابها، وما إذا كانت تعكس تحولات أوسع في المجتمع الدرزي أو مجرد حادث فردي معزول.
وفي هذا السياق يوضح الكاتب والمحلل السياسي الكندي يوسف صداقي في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم
قال الباحث والمحلل الكندي يوسف صداقي، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن انخراط مواطن درزي إسرائيلي في هجوم طعن بمدينة حيفا يُعدّ حادثة نادرة، لكنها قد تفتح باب التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الطائفة الدرزية والدولة الإسرائيلية.
وأوضح أن الدروز في إسرائيل، الذين يُقدر عددهم بحوالي 141,000 نسمة، معروفون بولائهم للدولة ومشاركتهم البارزة في المؤسسات الأمنية والعسكرية، إلا أن هذه الحادثة قد تكشف بعض التوترات الكامنة في هذه العلاقة.
تأثير الحادثة على العلاقات بين الدروز والدولة
وأشار صداقي إلى أن القيادات الدرزية قد تسارع إلى التنديد بالحادث والتأكيد على التزام الطائفة بالقوانين والقيم المشتركة، وذلك في محاولة للحفاظ على استقرار العلاقة مع الدولة وتجنب أي تبعات سلبية قد تؤثر على المجتمع الدرزي.
التحديات الاجتماعية والاقتصادية
ولفت إلى أن ولاء الدروز للدولة لم يمنعهم من مواجهة صعوبات متعددة، أبرزها التهميش والتمييز في بعض المجالات، مثل مصادرة الأراضي، وانعدام الخرائط الهيكلية، ومشاكل البناء غير المرخص، بالإضافة إلى ضعف تمثيلهم في الجهاز الإداري للدولة وانخفاض معدلات التحصيل العلمي.
الهوية والانتماء
وشدد على أن مثل هذه الحوادث قد تُحفّز نقاشًا أعمق داخل المجتمع الدرزي حول الهوية والانتماء، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الطائفة في إسرائيل وسوريا. ففي إسرائيل، تحاول السلطات دمج الدروز في المجتمع الإسرائيلي مع الحفاظ على تميزهم الثقافي، بينما يواجه دروز سوريا تحديات مرتبطة بالهوية والأمان وسط الصراعات المستمرة.
وأكد صداقي أن حادثة الطعن، رغم ندرتها، قد تسلط الضوء على القضايا العالقة التي تؤثر على العلاقة بين الدروز والدولة. ورأى أن تعزيز الحوار والتفاهم بين الطرفين يُعدّ أمرًا ضروريًا لضمان استمرار الاستقرار والمشاركة الفعالة للطائفة الدرزية في المجتمع الإسرائيلي.