في عالم مزدحم بالمشاغل والهموم، هناك لحظات خاصة تحمل سرا لا يدركه إلا من ذاق حلاوتها، ومع دخول رمضان، تتجلى إحدى أعظم هذه اللحظات في الساعة الأخيرة قبل الفجر، حيث يفتح الله أبواب رحمته، وينادي عباده: "هل من داعي فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟.
حين تصمت الدنيا وتتحدث الأرواح
في تلك الساعة، حين يغفو الجميع، تبقى القلوب الصادقة مستيقظة، ترفع أكفَّ الضراعة، وتناجي خالقها بصوت لا يسمعه أحد سوى السماء، إنها لحظة تتلاشى فيها المسافات بين العبد وربه، حيث تسقط الحواجز وتبقى الحقيقة الوحيدة، الدعاء أقرب للاستجابة، والاستغفار يمحو الذنوب، والرجاء يُغيِّر الأقدار.
سر العباد والصالحين
لم يكن الصحابة والتابعون يغفلون عن هذا الوقت، بل كانوا يرونه مفتاح البركة والسكينة، فالليل لا يكتمل نوره إلا بدموع التائبين، والأحلام لا تتحقق إلا بقلوب مُخلصة تدعو الله في سكون الأسحار. وكما قال النبي: شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.
مفتاح لتحقيق الأمنيات
سواء كنت تبحث عن راحة القلب، أو تطلب رزقًا، أو ترجُو فرجًا بعد ضيق، فآخر ساعة قبل الفجر هي طوق النجاة، في تلك اللحظات، يكون الدعاء أقرب للإجابة، والاستغفار بابًا واسعًا للبركة والفرج، كما جاء في قوله تعالى، والمستغفرين بالأسحار.
كيف تغتنم هذه الساعة؟
صلي ركعتين في جوف الليل، ولو كانت قصيرة.
استغفر بصدق، فـ "سيد الاستغفار" مفتاح القلوب.
ادعي الله بما تشاء، فالسماء مفتوحة.
لا تنسى أن تحمده وتشكره، فالشكر يجلب المزيد.