أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن شهر رمضان المبارك يحمل معه نفحات إيمانية خاصة تجعل منه فرصة عظيمة لتعزيز قيم الإيمان والتقوى، مما يجعل الحاجة إلى الفتوى أكثر إلحاحًا من أي وقت آخر.
وأوضح أن دار الإفتاء المصرية تلعب دورًا محوريًا خلال هذا الشهر في توجيه المسلمين وإرشادهم وفق تعاليم الدين الإسلامي، بما يضمن أداء العبادات بصورة صحيحة تتماشى مع روح الشريعة.
وأشار المفتي، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن الفتاوى المطلوبة في رمضان لم تعد تقتصر على الأحكام التقليدية للصيام والصلاة والزكاة، بل امتدت لتشمل قضايا معاصرة فرضتها التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، مثل الصيام الإلكتروني، واستخدام التطبيقات الذكية في العبادات، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الروحانيات.
وفي سياق الحديث عن الاجتهاد الفقهي، شدد مفتي الجمهورية على أن الفتوى تتأثر بعوامل أساسية هي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، مما يفرض على المفتي مراعاة هذه المتغيرات عند إصدار الأحكام الشرعية.
وأكد المفتي أن الاجتهاد لا يكون دقيقًا وفعالًا دون فهم عميق للنصوص الشرعية وقواعدها، بالإضافة إلى الإلمام بالتطورات الحديثة في مختلف المجالات، مثل المعاملات المالية الرقمية، والقضايا الطبية المستجدة، والتعديلات الجينية، وأحكام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج.
الذكاء الاصطناعي في الفتوى: أداة مساعدة
وحول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفتوى، أوضح المفتي أن هذه التقنيات يمكن توظيفها في خدمة الإسلام بشرط أن تكون تحت إشراف جهات دينية موثوقة، نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على الاجتهاد أو استيعاب المقاصد الشرعية كما يفعل العلماء.
وأشار إلى أن الشرع أمر بالرجوع إلى أهل العلم في تفسير النصوص، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأنبياء: 43].
وأكد أن الفتوى عملية تعتمد على فهم عميق للعوامل المحيطة بالسائل والمسألة المطروحة، وهو أمر لا تستطيع الخوارزميات إدراكه.
وأشار عياد أنه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل الأحكام الفقهية، وتنظيم الفتاوى، وأرشفتها، وتوفير إجابات مبدئية على الأسئلة الشائعة، لكن يظل الاجتهاد البشري هو العنصر الحاسم في الإفتاء.