ليلة التبادل: جثث مقابل أرواح تعيد هدنة غزة للحياة

الخميس 27 فبراير 2025 | 12:46 مساءً
أرشيفية
أرشيفية
كتب : بسنت شعراوي

شهدت غزة ليلةً مثيرة أعادت الأمل لهدنة متعثرة، حيث تبادلت إسرائيل وحماس، في ساعات متأخرة من منتصف الليل، جثث أربعة رهائن مقابل إطلاق سراح أكثر من 600 أسير فلسطيني، في عملية أعادت إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي كاد ينهار بعد خرق استمر أربعة أيام. 

وسط تصاعد التوترات والاتهامات المتبادلة، يترقب العالم مصير المرحلة التالية من الهدنة، بينما تتكشف تداعيات هذا التبادل على الأرض. 

وتأتي هذه التطورات بعد تقارير موثوقة من الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد الآلاف في غزة والضفة الغربية جراء العمليات العسكرية الأخيرة، مما يجعل هذا الاتفاق نقطة تحول محتملة في مسار الأزمة.

الصليب الأحمر يتسلّم جثث أربعة رهائن إسرائيليين

تسلّم الصليب الأحمر جثث أربعة رهائن إسرائيليين من حماس، في خطوة أعادت الاستقرار لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأفرجت إسرائيل، بالمقابل، عن أكثر من 600 أسير فلسطيني، في أكبر عملية تبادل منذ بدء الاتفاق قبل خمسة أسابيع، رغم انهياره المؤقت لمدة أربعة أيام.

ووفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، فقد نقلت مركبات الصليب الأحمر الجثث من جنوب غزة إلى معبر كرم أبو سالم عند منتصف الليل، حيث أجرى خبراء فحوصات فورية باستخدام سجلات الأسنان، وأكدت مصادر إسرائيلية، بحلول فجر الخميس، التعرف على هوية ثلاثة من الرهائن الأربعة، وسط جهود مكثفة للتحقق من الرابع.

وصلت حافلات تحمل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى رام الله وخان يونس، بينما تم ترحيل 97 منهم إلى مصر بانتظار قبولهم من دول أخرى. وأشارت تقارير إلى أن سيارات الإسعاف نقلت العديد من المحررين إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس لتلقي العلاج، وسط تقارير عن حالات صحية متدهورة لبعضهم نتيجة ظروف الاحتجاز.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بأن الإفراج شمل 642 أسيرًا، منهم 46 امرأة وقاصرًا، ضمن المرحلة السابعة من الاتفاق، موضحًا أن العدد تجاوز التوقعات بعد تعليق إسرائيل إطلاق سراح 602 أسير يوم السبت الماضي، احتجاجًا على ما وصفته بـ"استغلال حماس الدعائي" لعملية تسليم الرهائن.

كما أثارت حادثة تسليم جثة خاطئة يوم السبت جدلًا، مما دفع إسرائيل إلى تطبيق نظام تحقق مزدوج للهويات، يشمل فحصًا أوليًا عند المعبر وآخر دقيقًا في مختبرات الطب الشرعي. وأكدت حماس، في بيان الخميس، التزامها بالاتفاق، مشددة على أن إطلاق سراح المزيد من الرهائن يتطلب تنفيذًا كاملًا للشروط.

حماس : الجثث تعود إلى شلومو منتسور

وأعلنت حماس أن الجثث تعود إلى شلومو منتسور، تساحي عيدان، أوهاد ياهالومي، وإسحاق الجارات، لكن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد الهويات بعد. وقالت عائلة عيدان إنها تلقت دلائل على بقائه حيًا حتى نوفمبر الماضي، معبرة عن حاجتها إلى تأكيد رسمي بعد الفحوصات.

يذكر أن هناك انتقادات دولية حادة، حيث اتهم المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إسرائيل بـ"انتهاكات غير مسبوقة" في عملياتها بغزة، مشيرًا إلى تدمير هائل للبنية التحتية. وأضاف أن هجمات حماس الصاروخية العشوائية تشكل "جرائم حرب"، داعيًا الطرفين إلى احترام القانون الدولي.

وشهدت إسرائيل، يوم الأربعاء، مظاهرات حاشدة تخللها يوم حزن وطني، تكريمًا لضحايا الرهائن، بينما يواصل الجانبان التحضير للمرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتظل المفاوضات معلقة مع اقتراب الموعد النهائي بنهاية الأسبوع.

اقرأ أيضا