مايكروسوفت تواجه أزمة بعد تسريب وثائق تثبت دعمها التقني لجيش الاحتلال

الاربعاء 26 فبراير 2025 | 07:59 مساءً
كتب : أمنية محمد السيد

كشفت وثائق مسربة، حصلت عليها صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن تعاون واسع النطاق بين شركة مايكروسوفت وجيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة. 

وأظهرت الوثائق أن الشركة قدمت خدمات حوسبة سحابية، واستشارات تقنية، ودعماً هندسياً لوحدات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مما أثار غضب بعض موظفيها ودفعهم للاحتجاج ضد هذا التعاون، ما أدى إلى طردهم من اجتماع مع رئيس الشركة.  

التعاون التقني بين مايكروسوفت وجيش الاحتلال  

وفقًا للتحقيق، قدمت مايكروسوفت للجيش الإسرائيلي حوالي 19 ألف ساعة من الدعم الهندسي والاستشارات التقنية بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، مقابل عقود بلغت قيمتها 10 ملايين دولار. 

وتضمنت هذه الخدمات استخدام منصة Azure، التي اعتمدت عليها وحدات استخباراتية مثل الوحدة 8200 والوحدة 81، المسؤولة عن تطوير تكنولوجيا التجسس.  

وكما ساهم مهندسو مايكروسوفت في تشغيل وصيانة برنامج "رولينج ستون"، وهو نظام يُستخدم لمراقبة وتنظيم حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وبالإضافة إلى ذلك، استعانت القوات الجوية الإسرائيلية بأنظمة الاتصال الخاصة بالشركة لإدارة قواعد بيانات "بنوك الأهداف"، التي استُخدمت في التخطيط للغارات الجوية على القطاع.  

ارتفاع استهلاك خدمات الذكاء الاصطناعي  

كشفت الوثائق أن استهلاك الجيش الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي من مايكروسوفت ارتفع بنسبة 60% خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب، كما استحوذت تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة على 25% من إجمالي استخدام جيش الاحتلال في تلك الفترة.  

استخدم الاحتلال الإسرائيلي أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وترجمة النصوص وتحويل الكلام إلى نصوص مكتوبة، ضمن أنظمة مغلقة معزولة عن الإنترنت، ما يشير إلى دورها في عمليات حساسة للغاية.  

ردود فعل غاضبة داخل مايكروسوفت  

أثارت هذه التسريبات جدلًا واسعًا داخل مايكروسوفت، حيث اعترض عدد من الموظفين على دعم الشركة للجيش الإسرائيلي. 

وخلال اجتماع داخلي مع رئيس الشركة، قام خمسة موظفين بالاحتجاج على التعاون العسكري، مما أدى إلى طردهم فورًا من الاجتماع.  

ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن تعاون شركات تكنولوجيا أمريكية مع جيش الاحتلال، فقد سبق أن تورطت شركات مثل جوجل، أمازون، وفيسبوك في توفير تقنيات مختلفة لدعم العمليات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.  

مايكروسوفت ترفض التعليق

ورغم تصاعد الضغوط، رفضت شركة مايكروسوفت التعليق على نتائج التحقيق أو تقديم أي توضيحات حول طبيعة تعاونها مع الجيش الإسرائيلي. كما رفض متحدث باسم جيش الاحتلال التعليق على المستندات المسربة، مما يعزز الشكوك حول طبيعة هذا التعاون السري وتأثيره على حقوق الإنسان. 

يثير هذا الكشف تساؤلات عديدة حول دور الشركات التكنولوجية الكبرى في النزاعات العسكرية ومدى التزامها بالمبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان.

 ومع استمرار التحقيقات والضغوط المتزايدة، يبقى السؤال: هل ستراجع مايكروسوفت سياساتها، أم أن المصالح التجارية ستظل أولويتها؟

اقرأ أيضا