نائب رئيس حزب سوريا المستقبل: على الحكومة الجديدة مشاركة جميع الأطراف في صنع قرار البلاد "خاص"

الثلاثاء 18 فبراير 2025 | 11:00 مساءً
علي العاصي
علي العاصي
كتب : أحمد عطا

 بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب، ما زالت سوريا تعاني من آثار النزاع المسلح، حيث تسببت الحرب في سوريا بتهجير الملايين، وانتشار المجموعات المتطرفة، والتدخلات الخارجية. ومع تطورات المشهد الإقليمي والدولي، شهدت سوريا انفتاحًا سياسيًا جديدًا، مما أثار تساؤلات حول مستقبل البلاد وإمكانية تحقيق استقرار شامل.

 في هذا الحوار، مع د. علي العاصي نائب رئيس حزب سوريا المستقبل، لكي  نسلط الضوء على تداعيات الأزمة السورية، وأبرز التحديات التي تواجه المجتمع السوري، وآفاق الحلول الممكنة، وفيما يلي نص الحوار:

بعد مرور أكثر من 14 عامًا على الأزمة السورية، كيف تقيّمون الوضع الحالي في سوريا على المستويات السياسية والاجتماعية؟

لا شك أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، تركت تأثيرًا عميقًا على المجتمع السوري، من تهجير وقتل واعتقال واختفاء قسري، إلى بروز مجموعات متطرفة استغلت الأزمة لتعزيز نفوذها. كما أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد، شدد الخطاب الطائفي، مما أدى إلى مزيد من الانقسامات داخل المجتمع. يضاف إلى ذلك التدخلات الخارجية من قوى مثل إيران والميليشيات العراقية والباكستانية، فضلًا عن تنظيمات مثل داعش، مما عمّق الأزمة وجعل آثارها طويلة الأمد.

كيف أثرت الحرب على الأجيال الجديدة في سوريا، خاصة في ما يتعلق بالتعليم والواقع المعيشي؟

التأثير كان كارثيًا. هناك جيل كامل من الأطفال لم يحصل على التعليم، فمن كان عمره 10 سنوات عند بدء الحرب أصبح الآن شابًا في منتصف العشرينيات دون أن يتمكن من تلقي تعليم رسمي. كما أن الوضع الاقتصادي المتدهور وانعدام الأمن جعلا الحياة اليومية صعبة للغاية، مما يهدد مستقبل سوريا على المدى البعيد.

شهدت الفترة الأخيرة تقاربًا سياسيًا بين الرئيس السوري الشرع ودول عربية وإقليمية، كيف تنظرون إلى هذا الانفتاح؟

هذا الانفتاح يعكس واقعًا جديدًا في المنطقة، حيث باتت الدول العربية تدرك أن استمرار الأزمة السورية ينعكس سلبًا على الاستقرار الإقليمي، خاصة مع انتشار الإرهاب وتصدير المخدرات لذلك، هناك محاولات جادة لإيجاد حلول سياسية يمكن أن تؤدي إلى إنهاء عزلة سوريا وإعادة دمجها في محيطها العربي.

كيف تقيّمون العلاقة الحالية بين سوريا وتركيا، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في شمال وشرق سوريا؟

العلاقة بين تركيا وسوريا كانت دائمًا معقدة، لكنها اليوم تشهد تحولات كبيرة. في السابق، كانت هيئة تحرير الشام هي الجهة المسيطرة في بعض المناطق، أما الآن فالتعامل أصبح بين دولتين. ومع ذلك، تواصل تركيا دعم فصائل مسلحة في الشمال، مما يفاقم الصراع هناك، حيث تستمر المواجهات بين هذه القوات والقوات المدعومة من النظام السوري.

في ظل هذه التعقيدات، ما هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة السورية؟

الحل الوحيد هو التفاهمات السورية-السورية، فلا يمكن لأي طرف أن يقصي الآخر. أي حكومة مستقبلية يجب أن تكون شاملة لكل مكونات المجتمع السوري، بحيث تعكس التنوع الحقيقي داخل البلاد. النظام السابق عمل على تكريس الانقسامات لعقود، لكن السوريين في الأصل شعب واحد، ولذلك من الضروري العمل على مشروع وطني يضم الجميع دون إقصاء.

ما هي الخطوات التي يجب على الحكومة الجديدة اتخاذها لتحقيق الاستقرار في سوريا؟

على الحكومة أن تضمن مشاركة جميع الأطراف في صنع القرار، لأن أي حكومة تفرض لونًا واحدًا لن تنجح في تحقيق السلام. المطلوب هو بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع السوري، وتعتمد على المصالحة الوطنية بدلًا من الإقصاء والتهميش.

اقرأ أيضا