بشار الأسد يعيش حياة فاخرة في موسكو وسط حماية روسية مشددة

الاثنين 17 فبراير 2025 | 04:47 مساءً
أرشيفية
أرشيفية
كتب : بسنت شعراوي

يعيش الرئيس السوري السابق بشار الأسد حياة فاخرة في العاصمة الروسية موسكو، بعد أن منحته روسيا اللجوء السياسي إثر سقوط نظامه، واستقر الأسد مع عائلته في منطقة "موسكو سيتي"، المعروفة بأنها مركز للأثرياء والنخبة الروسية، وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم إعلامي حول تحركاته وأنشطته.

ثروة هائلة واستثمارات عقارية ضخمة

وفقًا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط، استثمر الأسد وعائلته مبالغ طائلة في شراء عقارات فاخرة داخل موسكو، حيث تشير التقارير إلى أنهم امتلكوا ما لا يقل عن 19 شقة في أبراج "موسكو سيتي"، بقيمة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، وتوضح مصادر عقارية أن هذه العقارات لم تشترى فقط كاستثمار مالي، بل كانت بمثابة "تذكرة دخول" إلى نادي النخبة الروسية، حيث تعتبر هذه المنطقة رمزًا للمكانة الاجتماعية الرفيعة.

وتفيد تقارير بأن عمليات شراء هذه العقارات بدأت قبل أكثر من عقد من الزمن، عندما أرسل ممثلو الأسد مندوبين لاستكشاف السوق العقاري الفاخر في موسكو، واشتروا شققًا بأسماء أقارب الرئيس السوري وشركات خاضعة لسيطرته، وبمبالغ دفعت بالكامل ودون تفاوض.

حياة الأسد في موسكو تحت ستار من السرية

بالإضافة إلى ذلك، تفرض السلطات الروسية تعتيمًا إعلاميًا حول تفاصيل حياة الأسد وعائلته في موسكو، حيث يعد التطرق إلى هذا الموضوع محظورًا داخل الأوساط الإعلامية الروسية، ولم يجرؤ أي صحفي على كشف تفاصيل إقامتهم أو روتينهم اليومي، وتبرر مصادر هذا التكتم بالحرص على عدم إثارة غضب النظام السوري الجديد، الأمر الذي قد يهدد المصالح الروسية في سوريا، وخاصة القواعد العسكرية الروسية هناك.

لكن هذا الحظر الإعلامي لم يمنع انتشار الشائعات في دوائر النخبة الروسية، حيث تشير تقارير إلى أن الأسد يتجنب الحياة الاجتماعية لأثرياء موسكو، سواء بسبب مرض زوجته أسماء، أو بسبب توصيات أمنية روسية تمنعه من الظهور العلني خشية استهدافه من قبل خصومه السياسيين، خصوصًا المتطرفين الذين حاربوا نظامه في سوريا.

حماية أمنية روسية مشددة وسط مخاوف من الاغتيال

ووفقًا لمصادر أمنية روسية، يعتبر الأسد من بين الشخصيات الأجنبية الأكثر حماية داخل روسيا، حيث يزعم البعض أن "نصف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" مكلف بحمايته, وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد يكون مبالغًا فيه، إلا أن السلطات الروسية تتعامل مع أمن الأسد بجدية تامة.

ويرجع السبب في ذلك إلى مخاوف من استهدافه من قبل جماعات متطرفة، لا سيما المقاتلين السابقين في صفوف تنظيم "داعش" والجماعات الإسلامية الأخرى، الذين تمكن بعضهم من العودة إلى بلدانهم الأصلية في آسيا الوسطى، ما يسهل وصولهم إلى الأراضي الروسية دون الحاجة إلى تأشيرات دخول.

الأموال المهربة ودخول الأسد إلى عالم الأعمال

تشير تقارير إلى أن الأسد نقل إلى روسيا أموالًا ضخمة قبل سقوط نظامه، حيث وصلت كميات هائلة من النقد تقدر بنحو 250 مليون دولار على متن أكثر من 20 رحلة جوية عبر مطار "فنوكوفا" قرب موسكو. وتعد هذه الأموال عاملًا أساسيًا في استمرار رفاهية عائلة الأسد وتأمين مستقبلها داخل روسيا.

وبحسب مصادر اقتصادية، بدأ الأسد وعائلته التخطيط لدخول عالم الأعمال، حيث أسس إياد مخلوف، ابن خالد الأسد، شركة عقارية في موسكو عام 2022، وهي خطوة تشير إلى أن العائلة تسعى لاستخدام ثروتها الضخمة لتعزيز نفوذها الاقتصادي, وإذا تعافت أسماء الأسد من مرضها، فمن المتوقع أن تلعب دورًا في إدارة هذه الاستثمارات، مستفيدة من خبرتها السابقة في قطاع الاستثمار.

حافظ الأسد الابن.. أمل العائلة لمستقبل أكثر استقرارًا

تعلق العائلة آمالها على حافظ الأسد، الابن الأكبر لبشار، الذي أكمل دراسته للدكتوراه في الرياضيات بجامعة موسكو في نوفمبر 2024, وبحسب الصحفي المقيم في موسكو، فإن حافظ بدأ في التأقلم مع الثقافة الروسية، ومن المتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة أعمال العائلة مستقبلًا.

"نادي الديكتاتوريين المعزولين" في موسكو

يطلق بعض المراقبين على مجموعة القادة المخلوعين الذين لجأوا إلى روسيا لقب "نادي الديكتاتوريين المعزولين"، حيث يضم هذا النادي حاليًا الأسد والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي هرب إلى روسيا بعد انهيار نظامه عام 2014, ورغم أن الرئيس السابق لقرغيزستان، عسكر آكاييف، كان من بين الأعضاء السابقين، إلا أنه تمكن لاحقًا من التوصل إلى تسوية مع حكومته الجديدة، ما سمح له بمغادرة موسكو.

ينأى الأسد بنفسه في منفى محمي داخل روسيا، إلا أنه لا يحظى بأي لقاءات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يفضل تجنب الظهور العلني مع قادة فقدوا السيطرة على بلدانهم، ومع ذلك، فإن امتلاك الأسد ثروة هائلة، وارتباطه بالكرملين، يجعله قادرًا على إيجاد فرص اقتصادية تعوضه عن خسارته السياسية.

اقرأ أيضا