هل أجر سماع القرآن مثل من يقرأ؟.. المفتي يجيب

الاثنين 17 فبراير 2025 | 01:58 مساءً
القران الكريم
القران الكريم
كتب : محمود عبد الرحمن

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من إحدى السيدات المسنات التي لا تحفظ كثيرًا من القرآن الكريم، ولا تستطيع القراءة من المصحف، وتساءلت عن مدى حصولها على الأجر إذا استمعت إلى القرآن عبر المذياع أو وسائل أخرى.

أجاب الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، موضحًا أن قراءة القرآن الكريم أو الاستماع إليه كلاهما من أعظم العبادات، وأكدت نصوص الشرع الشريف على فضلهما وثوابهما. 

وأشار إلى أن المسلم ينبغي أن يحرص على الجمع بينهما، فيقرأ أحيانًا ويستمع أحيانًا أخرى، فإن لم يستطع القراءة، وكان قادرًا على الاستماع بقلب حاضر وتدبر واعٍ، فإنه مأجور على ذلك ومعذور فيما يعجز عنه.

 ويُعدُّ الاستماع إلى القرآن الكريم وسيلة لنيل الثواب، سواء كان ذلك مباشرةً من قارئ أو عبر وسائل مثل المذياع، التلفاز، أو الهاتف.

فضل الاستماع إلى القرآن الكريم 

وتابع: جاءت السنة النبوية مؤكدةً على عظيم فضل قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي).

أما الاستماع إليه، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله عز وجل كُتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة" (رواه الإمام أحمد).

وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالإنصات عند سماع القرآن الكريم، فقال: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، مما يدل على أن الاستماع للقرآن سبب لنيل رحمة الله.

قال الإمام الطبري في تفسيره: "إن الاستماع إلى القرآن الكريم والإصغاء إليه يحقق الفهم والتدبر ويُعدُّ سبيلًا لنيل الرحمة الإلهية".

 النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع للقرآن 

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره، فقد طلب من الصحابي عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه، فلما وصل إلى قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 41]، تأثر النبي وبكى حتى ذرفت عيناه (متفق عليه).

قال الإمام النووي: "في هذا الحديث دلالة على استحباب استماع القرآن والتأثر به، وأنه قد يكون أبلغ في التدبر من القراءة الذاتية".

 اجتماع الصحابة على تلاوة القرآن والاستماع إليه 

كان الصحابة الكرام يجتمعون على تلاوة القرآن والاستماع إليه، حيث كانوا يأمرون أحدهم بقراءته وهم ينصتون، فقد ورد عن أبي نضرة أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا، تذاكروا العلم وقرؤوا سورةً من القرآن الكريم.

 ثواب سماع القرآن الكريم من وسائل مختلفة 

الاستماع إلى القرآن الكريم، سواء من قارئ مباشر أو عبر المذياع أو التلفاز أو الهاتف، له الأجر والثواب نفسه إذا تحقق معه الإنصات والتدبر، لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

قال العلماء: "الميسور لا يسقط بالمعسور"، أي أن الإنسان يؤدي من العبادات ما يستطيع، ولا يُحرم من الخير بسبب العجز عن بعض أوجهه.

واختتم مفتي الجمهورية، قائلاً: "الاستماع إلى القرآن الكريم عبادة عظيمة تُثاب عليها المرأة المسنة وغيرها، سواء كان ذلك مباشرةً من قارئ أو عبر وسائل مسموعة، بشرط حضور القلب والتدبر، فمن لم يستطع القراءة، فليستمع بقلب خاشع، فالله سبحانه وتعالى يتقبل العمل بما يقدر عليه العبد، والله أعلم".

اقرأ أيضا