شعبان.. محطة الاستعداد الروحي قبل رمضان

الاثنين 17 فبراير 2025 | 04:50 صباحاً
موعد شهر رمضان
موعد شهر رمضان
كتب : علام عشري

يبدأ المسلمون في التحضير لاستقبال شهر رمضان، ليس فقط على مستوى الطقوس الظاهرة، بل أيضًا في تهيئة الروح والنفس لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة، وبينما يعد شهر شعبان شهرًا يغفل عنه الكثيرون، فإنه يحمل أهمية خاصة كمرحلة تحضيرية تمكن المسلم من الدخول في أجواء الطاعة بسلاسة.

شهر شعبان نفحات روحية على خطى النبي

كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ".

وفي حديث آخر عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه قال: "قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

كيف تستعد لرمضان من الآن؟

لكي يدخل المسلم رمضان بروح نقية وقلب مستعد، هناك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتباعها خلال شعبان:

1. الصيام التدريبي

البدء بصيام بعض الأيام في شعبان لتعويد النفس على الانقطاع عن الطعام والشراب، مما يسهل على المسلم الصيام في رمضان دون مشقة مفاجئة، ويمكن اتباع سنة صيام يوم وإفطار يوم، كما كان يفعل النبي داوود عليه السلام.

2. قضاء الفوائت قبل رمضان

على من كان عليه أيام لم يصمها من رمضان الماضي، أن يبادر بقضائها قبل دخول رمضان الجديد، امتثالًا لقوله تعالى: فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ.

3. التوبة وتجديد النية

إن رمضان شهر المغفرة، لذا فإن الاستعداد الحقيقي له يبدأ بـ محاسبة النفس، والاستغفار، والتوبة من الذنوب، حتى يدخل المسلم رمضان بقلب طاهر نقي، خالي من الضغائن.

رسالة روحانية لبداية رمضان

الاستعداد لشهر الصيام لا يجب أن يكون مفاجئًا أو مؤقتًا، بل ينبغي أن يكون جزءًا من رحلة روحانية مستمرة، فشهر شعبان ليس مجرد فترة انتظار، بل هو المحطة الأخيرة قبل الدخول إلى شهر الرحمة والمغفرة، وهو فرصة ذهبية لتصفية القلوب، وتقوية العزائم، والاستعداد النفسي والروحي ليكون رمضان هذا العام مختلفًا ومليئًا بالبركة.

اقرأ أيضا