تثير تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشأن نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، تساؤلات مُلحة حول مستقبل القضية الفلسطينية، والدور المصري في مواجهة الضغوط الأمريكية الرامية لفرض هذا المخطط، إلى جانب تداعياته على الأمن الإقليمي.
في هذا الحوار الخاص، نستضيف السفير يوسف زاده، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لاستعراض الموقف الرسمي والدبلوماسي المصري تجاه هذه التطورات، ومدى تأثير الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على السياسات المصرية، بالإضافة إلى طبيعة التحركات الإقليمية والدولية التي تبذلها القاهرة لمنع تنفيذ مخطط التهجير القسري، ومستقبل العلاقات المصرية – الأمريكية في ظل هذه التحديات.
وإلى نص الحوار:
كيف تقيمون التصريحات الأخيرة حول نقل سكان غزة إلى دول أخرى، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية المتزايدة؟
التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن نقل الفلسطينيين إلى دول مثل مصر والأردن تأتي ضمن محاولات لإعادة تشكيل الواقع الإقليمي بطرق تتعارض مع الحقائق والتاريخ.
مصر ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ولن تقبل بأي شكل من الأشكال بفرض هذا المخطط.
هذه التصريحات ليست سوى "بالونات اختبار" تهدف إلى قياس ردود الفعل الإقليمية والدولية، ولا يمكن اعتبارها تحركًا جادًا لتطبيق هذا السيناريو.
كيف تتابعون التحركات الإقليمية والدولية لدعم موقف مصر الرافض لمخطط التهجير؟
القاهرة وعمان تعملان بشكل وثيق على الساحة الإقليمية والدولية لتعزيز الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين. هناك دعم عربي ودولي واسع لهذا الموقف، سواء من قبل المنظمات الإقليمية أو الدولية.
كما أن هناك توافقًا بين بعض الدول الأوروبية والعربية على رفض هذه المحاولات.
مصر تبذل جهودًا حثيثة في هذا السياق ولن تدخر أي وسيلة لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
هل هناك مجال لتغيير موقف واشنطن في ظل التوجهات الحالية للبيت الأبيض؟
السياسة الأمريكية قد تشهد تغييرات بناءً على الظروف الداخلية والخارجية، لكن مصر حافظت على موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية عبر العقود.
ورغم إمكانية حدوث تغييرات في بعض الملفات، فإن مصر تظل طرفًا أساسيًا في أي حل مستقبلي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وفي ظل دعمنا المستمر للفلسطينيين، وتعاوننا مع الحلفاء الأوروبيين والعرب، سنواصل تعزيز مواقفنا على الساحة الدولية.
ما التحديات المستقبلية التي قد تواجهها مصر في حال استمرار الضغط الأمريكي؟ وكيف ستتعامل معها؟
مصر اعتادت التعامل مع التحديات الدولية بمرونة وفعالية، ولديها تاريخ طويل في إدارة الملفات الإقليمية والدولية. القيادة المصرية تعمل على مختلف الأصعدة لتعزيز موقفها، سواء داخليًا أو عبر التحركات الإقليمية والدولية.
ونثق بأن الضغوط الأمريكية لن تؤثر على الثوابت المصرية، القائمة على العدالة والشرعية الدولية، إضافة إلى الدعم العربي القوي للقضية الفلسطينية.
ما الرسالة التي تودون توجيهها للمجتمع الدولي بشأن مستقبل القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية قضية عادلة لا يمكن تجاهلها أو تقليصها. للشعب الفلسطيني حقوق مشروعة في أرضه، ولن تقبل مصر بأي محاولة لتهجيره أو التلاعب بهذه الحقوق.
على المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لدعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم، فهذا الملف هو جوهر الاستقرار في المنطقة. ستظل مصر دائمًا في صف الشعب الفلسطيني، وستواصل دعمه على جميع المستويات.