أستاذ تاريخ إسلامي: ادعاءات فاضل الربيعي حول خروج بني إسرائيل من اليمن "كاذبة"
أثار الباحث والمؤرخ العربي فاضل الربيعي جدلًا واسعًا بعدما زعم أن خروج سيدنا موسى وبني إسرائيل، المذكور في التوراة، لم يحدث في مصر الفرعونية، بل في "مصر اليمنية القديمة"، مؤكدًا أن الأحداث التوراتية تتناسب مع جغرافيا اليمن القديمة أكثر من مصر.
أحمد كريمة يرد على مزاعم الربيعي
ردًا على تلك التصريحات، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في حديثه لـ"بلدنا اليوم"، أن الآيات القرآنية تعد دليلًا قاطعًا على خروج بني إسرائيل من مصر إلى شبه جزيرة سيناء، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة الأعراف:
"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)".
كما استشهد بآية أخرى من سورة طه:
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ (80)".
وأوضح كريمة أن هذه الآيات تؤكد أن سيدنا موسى قاد بني إسرائيل للخروج من مصر إلى سيناء، حيث وقعت العديد من الأحداث مثل إنزال المن والسلوى.
كما أشار إلى أنه لو كان خروج بني إسرائيل من مصر غير حقيقي، لكذّب اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الآيات.
ووصف كريمة المؤرخ فاضل الربيعي بـ"الجاهل"، مطالبًا إياه بقراءة "سفر الخروج" في التوراة، الذي يؤكد خروج بني إسرائيل من مصر وفقًا للنصوص الدينية.
أستاذ تاريخ إسلامي يستنكر مزاعم الربيعي
بدوره، استنكر الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي، تصريحات الربيعي، مؤكدًا أنها تفتقر إلى أي دليل تاريخي أو أثري، وأنه لم يكن لليمن أي صلة بالفراعنة في أي حقبة زمنية.
وأوضح أن جميع الحقائق التاريخية المرتبطة بهذه الأحداث الكبرى مسجلة في القرآن الكريم والتوراة، وهو ما ينفي تمامًا وجود "مصر أخرى"، ويؤكد أن بني إسرائيل خرجوا من مصر الفرعونية.
كما استشهد فؤاد بالآية الكريمة من سورة طه:
"قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى".
وأوضح أن "يوم الزينة" يشير إلى عيد مصري قديم كان يحتفل به المصريون القدماء، وهو تقليد لم يكن معروفًا سوى في مصر، ما ينفي أي صلة لليمن بهذه الأحداث، مؤكدًا عدم وجود أي أدلة تاريخية تثبت وقوع "يوم الزينة" في اليمن.