أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ردود فعل عدة على المستويين الرسمي والشعبي عربيا ودوليا.
المقترح الأمريكي رفضته مصر والأردن، كما أثار ردود فعل شعبية غاضبة، كما رفضه الجانب الفلسطيني، في غزة والضفة الغربية.
واحتج الآلاف من المصريين أمام معبر رفح من الجانب المصري، رفضا للتهجير الذي تحدث عنه ترامب، ورفعوا شعارات منددة بالمقترح الأمريكي، كما أكدوا دعمهم للرئيس السيسي بشأن التصدي لمقترح تهجير الشعب الفلسطيني.
هل ستستغل واشنطن ورقة المساعدات العسكرية للضغط على مصر
طرحت التوترات بشأن الملف، تساؤلات مهمة، خاصة الورقة التي تلوح بها واشنطن، والتي ترتبط بالمساعدات العسكرية لمصر.
من جانبه، قال السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن المساعدات الأمريكية لا شك أنها مهمة بشرط ألا تتعارض مع مواقفنا الثابتة وسياساتنا ولا تستخدم كأداة للضغط وتطويع مواقفنا فتصبح مرفوضه تماما.
وأضاف الشاذلي: "علينا مواجهة أي ضغوط فى هذا الصدد بالاعتماد على أنفسنا، ووضع سلم أولويات لإنفاقنا ،وتوسيع قاعدة علاقاتنا مع دول كثيرة مثل الصين وروسيا واليابان ودول أمريكا اللاتينية الكبرى، مثل البرازيل والأرجنتين وإحياء التضامن العربى".
وتابع: "الأمر أصبح صراع إرادات، ينتصر فيه الأقدر على التمسك بموقفه، في حين أن الظروف فى صالحنا الآن، خاصة أن الرئيس ترامب أغضب العديد من الدول منها حلفاء للولايات المتحده مثل كندا والدنمارك، إضافةٍ إلى دول كبرى مثل الصين وروسيا ولن يستطيع أن يواجه كل الجبهات".
واستكمل: "لا بد أن تقف بصلابة مع مصر فالأمر الآن، أصبح يهدد كل الدول العربية، وإذا لم نقف معا صفا واحدا قويا سيخسر الجميع".
سفير مصر السابق في إسرائيل: مساندة عربية واضحة فيما يتعلق بالتهجير
في الإطار ذاته أوضح السفير رفعت الأنصاري، سفير مصر السابق بإسرائيل، أن هناك مساندة عربية واضحة فيما يتعلق بالتهجير من ناحية المبدأ، وأن ما سيتم فيما بعد بشأن قضية تهجير الفلسطينيين هذا نتركه للمستقبل
ولفت إلى أن موقف واشنطن تجاه القاهرة سيتضح غدا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحا أن المساعدات الإمريكية تمثل أهمية كبيرة، ولكن يمكن الاستغناء عنها إذا ارتبط الأمر بـ "حياة أو موت"، ما يعني أن القاهرة لا تقبل بفرض إملاءات.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يخفِ دعمه الكامل لإسرائيل وعرف بمواقفه الحادة تجاه القضية الفلسطينية بدءًا من نقل السفارة الأمريكية إلي القدس، وصولاً الى إعلانه عن "صفقة القرن" بولايته الأولى، والآن يتجدد النقاش بشأن خططه للتعامل مع الملف الفلسطيني، خاصة في ظل دعوته الصريحة لنقل سكان غزة إلى مصر والأردن.