عبّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ثقته في أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعمل على إعادة ترتيب النظام في النخب الأوروبية، ملاحظًا أن هذه النخب ستخضع له قريبًا.
سيعيد ترامب ترتيب الأمور بسرعة
وقال بوتين في مقابلة مع الصحفي الروسي بافيل زاروبين: "بشخصيته وإصراره، سيعيد ترامب ترتيب الأمور بسرعة، وستقف الدول الغربية أمامه خاضعة، تطيع بلا اعتراض."
وأردف بوتين، بأن الأوروبيين قاوموا ترامب، وتدخلوا في السياسة الأميركية والانتخابات لأنهم كانوا يفضلون الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن.
وأوضح أن ترامب، لديه وجهة نظر مغايرة حول القضايا الاجتماعية وغيرها من المواضيع المهمة.
وتابع الرئيس الروسي، بالحديث عن جهود ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه بدأ في التفاوض مع روسيا لإنهاء النزاع. وقال ترامب في تصريحات سابقة في المكتب البيضاوي: "أعتقد أننا قد نحقق تقدمًا مهمًا في هذا الصدد... نريد إنهاء هذه الحرب، ولولا ذلك لما نشبت إذا كنت أنا الرئيس".
السفير الروسي السابق ألكسندر زاسبكين لـ "بلدنا اليوم"
قال السفير الروسي السابق، ألكسندر زاسبكين، في ضوء التطورات العالمية الحالية، خاصة مع بداية ولاية الرئيس الأميركي الثانية، إن أوروبا بدأت في إعادة تقييم مكانتها ودورها على الساحة الدولية.
وأوضح زاسبكين أن التنسيق مع الإدارة الأميركية السابقة كان يشكل أساسًا للعلاقات الأوروبية، إلا أن الأوضاع قد تغيرت الآن، حيث يسعى الرئيس ترامب إلى تحميل أوروبا عبء الحرب في أوكرانيا وأعباء حلف الناتو بشكل عام، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية تصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي.
وأشار زاسبكين إلى أن هذه السياسات تزعج الأوروبيين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، حتى دون تدخلات ترامب، بسبب نقص إمدادات الطاقة الرخيصة من روسيا.
وشدد زاسبكين على أن هذه السياسات قد تؤدي إلى مزيد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية في أوروبا.
تنفيذ تعليمات واشنطن
ورغم ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتمكن حكام أوروبا من حماية مصالح شعوبهم ودولهم، أم سيواصلون تنفيذ تعليمات واشنطن، رغم تأثيراتها السلبية على القارة؟ وأوضح السفير الروسي أن الرئيس بوتين كان يقصد أن الأوروبيين سيستمرون في سياسة التبعية للولايات المتحدة، التي تظل قائدًا للمعسكر الغربي، في حين يحلم حكام أوروبا أن تواصل إدارة ترامب دعم نظام كييف، بغض النظر عن مسار المفاوضات.
وأشار زاسبكين إلى أن استنتاج روسيا من هذه التطورات واضح: يجب فتح قناة حوار مع الرئيس ترامب حول قضايا دولية واسعة، بدءًا من الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية، وصولًا إلى قضية أوكرانيا كجزء من الأمن الإقليمي.
وأضاف أن روسيا لن تتورط في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي أو الدول التي تتبع سياسة "الروسوفوبيا"، بل ستواصل قواتها العسكرية تقدمها في أوكرانيا.