وفقًا لتقرير الجارديان أثار مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، جدلًا بعد تصريحه بأن إنهاء الحرب يتطلب تقديم تنازلات من كلا الطرفين، بما في ذلك احتمال تنازل كييف عن بعض الأراضي التي تحتلها روسيا. وفي حديثه لشبكة "فوكس نيوز".
و قال كيلوغ: "سيقدم الطرفان بعض التنازلات"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أبدى استعدادًا لتليين موقفه بشأن الأراضي"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيضطر أيضًا إلى تخفيف مواقفه".
إلا أن مستشار الاتصالات للرئيس الأوكراني رفض بشدة تصريحات كيلوغ، قائلًا: "لم نطلع بعد على المقابلة الكاملة، ولكن إذا كانت خطته تعتمد فقط على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات، فهي خطة فاشلة. بوتين لن يردع بمثل هذه التدابير وحدها"، وفقًا لما صرح به دميترو ليتفين للصحفيين.
بوتين "مرتبك" بسبب تهديدات ترامب بالعقوبات
على صعيد آخر، صرّح رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قبيل اجتماع غير رسمي للتعاون الدفاعي الأوروبي في بروكسل، بأن تهديد ترامب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا أثار قلق بوتين، الذي أصبح أكثر اضطرابًا بشأن الوضع الاقتصادي في بلاده.
وأكد ستارمر على ضرورة تكثيف الضغط الاقتصادي على موسكو، قائلًا: "يجب أن يتحرك جميع الحلفاء، لا سيما في أوروبا، لضمان فرض مزيد من العقوبات على روسيا، فذلك سيسرع من إنهاء الحرب في أوكرانيا".
وأضاف: "الرئيس ترامب هدد بفرض عقوبات إضافية على روسيا، ومن الواضح أن هذا الأمر أقلق بوتين. نحن نعلم أنه يشعر بالقلق حيال اقتصاد بلاده".
وفي محادثاته مع المستشار الألماني أولاف شولتز، شدد ستارمر على أهمية ضمان بقاء أوكرانيا في "أقوى موقف ممكن خلال الأشهر المقبلة"، بحيث يمكن تحقيق أي اتفاق سلام لإنهاء الحرب من موقع قوة. ومن المقرر أن يلتقي ستارمر، يوم الاثنين، بالأمين العام لحلف الناتو مارك روته، قبل أن يجتمع بقادة الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع غير رسمي للمجلس الأوروبي.
تصعيد عسكري وتبادل الاتهامات بين كييف وموسكو
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات يوم الأحد بشأن قصف استهدف مدرسة في بلدة سودجا، الواقعة بمنطقة كورسك الروسية والخاضعة للسيطرة الأوكرانية. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن الهجوم، الذي نُفذ بقنبلة موجهة روسية يوم السبت، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينما أُصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة، فيما تم إنقاذ 80 شخصًا من تحت الأنقاض. ونشر الرئيس الأوكراني زيلينسكي مقطع فيديو يظهر الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمبنى، واصفًا روسيا بأنها "مجردة من الإنسانية".
من جانبها، اتهمت روسيا أوكرانيا بتنفيذ الهجوم، وأعلنت فتح تحقيق جنائي ضد قائد عسكري أوكراني، زاعمة أن كييف ارتكبت "جريمة حرب لا تسقط بالتقادم" باستهدافها المدرسة.
هجمات بطائرات مسيّرة وعمليات أمنية داخل روسيا وأوكرانيا
وفي تطور آخر، تسبب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في اندلاع حرائق داخل مصفاة نفط في منطقة فولغوغراد الروسية، إلا أن السلطات المحلية أعلنت لاحقًا السيطرة على النيران. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 70 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، منها 25 فوق فولغوغراد.
وفي أوكرانيا، وجه الادعاء العام اتهامات لرجلين بقتل ضابط تجنيد عسكري في منطقة بولتافا بوسط البلاد، ما دفع قائدًا عسكريًا بارزًا للمطالبة بفرض عقوبات صارمة، محذرًا من تزايد حالات عدم الاحترام تجاه أفراد الجيش. وبحسب مكتب المدعي العام، فإن أحد المشتبه بهما، الذي كان متجهًا إلى مركز تدريب عسكري برفقة مجندين آخرين، استدعى أحد معارفه إلى الموقع، حيث قام الأخير بإطلاق النار على الضابط المرافق، مما أدى إلى مقتله. وأُلقي القبض على المشتبه بهما بعد ساعات، وتم ضبط بندقية صيد وذخيرة وحقيبتين تحتويان على قنابل يدوية.
وفي حادث منفصل، شهدت بلدة بافلوغراد وسط أوكرانيا انفجارًا وقع خارج مركز تجنيد عسكري، مما أدى إلى إصابة شخص. ويعد هذا الحادث الأحدث ضمن سلسلة انفجارات مماثلة، حيث شهدت بلدة ريفني شمال غرب أوكرانيا انفجارًا آخر يوم السبت، أسفر عن مقتل شخص. ولم تكشف الشرطة الأوكرانية عن سبب الانفجار، لكنها أعلنت فتح تحقيق في الحادث.
مقتل مدني في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية على بيلغورود
وفي روسيا، أعلن حاكم منطقة بيلغورود، المتاخمة للحدود الأوكرانية، عن مقتل مدني جراء هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية يوم الأحد. وكتب الحاكم، فياتشيسلاف جلادكوف، على "تليغرام": "قُتل رجل في قرية مالينوفكا جراء الضربة الجوية الأوكرانية، حيث فارق الحياة متأثرًا بجروحه قبل وصول فرق الإسعاف". وتقع مالينوفكا على بعد حوالي 8 كيلومترات من الحدود الأوكرانية.
مع استمرار القتال والتصعيد العسكري، تتزايد الضغوط السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة، في ظل جهود حثيثة من قبل الدول الغربية لحشد المزيد من العقوبات ضد موسكو، بينما تواصل أوكرانيا تحركاتها لتعزيز موقفها العسكري والسياسي.