بعد اعتقال عاطف نجيب.. هل يمثل ذلك بداية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم في سوريا؟

السبت 01 فبراير 2025 | 07:13 مساءً
 عاطف نجيب
عاطف نجيب
كتب : بسمة هاني

تمكنت مديرية الأمن العام في اللاذقية، الجمعة، من القبض على عاطف نجيب، المسؤول الأمني السابق وابن خالة الرئيس السابق بشار الأسد.

وجاءت العملية بالتنسيق مع القوى العسكرية، وأسفرت عن توقيف نجيب الذي ظل بعيدًا عن الأنظار منذ عام 2011.

وتم تحويله إلى الجهات المعنية لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها خلال فترة وجوده في السلطة، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ظهور نجيب بعد اختفاء طويل

انتشرت صورة عاطف نجيب بعد إعتقاله، حيث ظهر مرتديًا قبعة سوداء، محتجزًا داخل مركبة أمنية.

ويمثل هذا الظهور الأول له بعد سنوات من التواري عن الأنظار، مما أثار تفاعلًا واسعًا بين السوريين الذين لا يزالون يتذكرون دوره في قمع الاحتجاجات.

الرجل الذي أشعل الثورة

وُلد عاطف نجيب في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية عام 1960 ارتبط اسمه بالسلطة عبر مسارين: الأول بصفته ضابطًا بارزًا في الأمن السياسي، والثاني من خلال صلة القرابة مع عائلة الأسد، حيث إن والدته فاطمة مخلوف هي شقيقة أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد.

سجل من الانتهاكات

إرتبط اسم نجيب بقمع المظاهرات في درعا، حيث عُرف بوحشيته، وكان أحد العوامل الرئيسية التي أشعلت فتيل الثورة السورية.

ومن أبرز مواقفه الشهيرة مقولته "أنا الله في درعا"، والتي عكست جبروته وسلطته المطلقة هناك. كما تورط في اعتقال وتعذيب الأطفال الذين كتبوا شعارات مناهضة للنظام، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات تحولت إلى انتفاضة شعبية.

قضية حمزة الخطيب تعود إلى الواجهة

أعاد اعتقال نجيب إلى الأذهان قضية حمزة الخطيب، الطفل البالغ من العمر 13 عامًا، الذي اعتُقل وعُذِّب حتى الموت داخل فرع الأمن السياسي في درعا عام 2011. أثارت هذه الجريمة موجة غضب شعبي واسعة، وأصبحت أحد أبرز أسباب تصاعد الإحتجاجات ضد النظام السوري.

الفساد والهيمنة الاقتصادية

لم يقتصر نفوذ نجيب على القمع الأمني، بل امتد إلى الفساد المالي، حيث إستغل منصبه لفرض إتاوات على التجار ورجال الأعمال، واحتكر الموارد الاقتصادية في درعا، من المياه إلى التجارة.

كما تورط في عمليات تهريب وصفقات مشبوهة، ما جعله أحد أكثر الشخصيات المكروهة في الأوساط الشعبية.

عقوبات دولية واختفاء غامض

في عام 2011، أدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اسم عاطف نجيب على قوائم العقوبات الدولية بسبب انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان.

ومع تصاعد الاحتجاجات، تم نقله إلى إدلب، ثم فُرض عليه حظر سفر، قبل أن يختفي تمامًا عن المشهد.

إعتقال نجيب: هل يكون بداية لمحاسبة المسؤولين؟

يعد اعتقال نجيب لحظة فارقة في المشهد السوري، حيث يطالب كثيرون بمحاسبة كل من تورطوا في الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري.

 ويبقى السؤال الأهم: هل يكون نجيب بداية لكشف حساب أكبر، أم مجرد تضحية لشخصية انتهى دورها في معادلة السلطة؟

اقرأ أيضا