أمريكا اللاتينية تحت الحصار.. قرار ترامب بتعليق المساعدات وأثره على المنطقة

الخميس 30 يناير 2025 | 12:32 مساءً
أمريكا اللاتينية تحت الحصار..قرار ترامب بتعليق المساعدات وأثره على المنطقة
أمريكا اللاتينية تحت الحصار..قرار ترامب بتعليق المساعدات وأثره على المنطقة
كتب : محمود أمين فرحان

وفقًا لتقرير الجارديان حذر خبراء من أن القرار المفاجئ لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد جميع برامج المساعدات الخارجية قد يؤدي إلى تفاقم العنف في أمريكا اللاتينية، مما يزيد من موجات الهجرة من المنطقة التي تعاني بالفعل من تصاعد الجريمة المنظمة.

تداعيات القرار

على مدار العام المالي 2023، قدمت الولايات المتحدة، أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم، نحو 1.5 مليار دولار لدول أمريكا الجنوبية لدعم مشاريع إنسانية وعسكرية واقتصادية وبيئية. ومع ذلك، قررت الإدارة الأمريكية الجديدة تعليق جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا على الأقل، بهدف مراجعة مدى توافقها مع مصالحها.

أثر فوري على المنظمات الإنسانية

تسبب القرار في تعليق عمليات الدعم لأكثر من 41 ألف نازح جراء اشتباكات العصابات المسلحة في كولومبيا. كما أصيب برنامج يهدف إلى دمج مئات الآلاف من المهاجرين الفنزويليين في المجتمع الكولومبي بالشلل. وفي البرازيل، توقفت أنشطة منظمات تدعم اللاجئين الفنزويليين، وتم تعليق برنامج لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال.

إعفاءات محدودة وغير واضحة

في خطوة لاحقة، أصدر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إعفاءً جزئيًا للمساعدات "المنقذة للحياة"، مقتصرًا على الأدوية الأساسية، والغذاء، والمأوى، والخدمات الطبية. لكن هذا الإعفاء لا يشمل برامج الهجرة واللاجئين، مما يضع المنظمات الإنسانية أمام تحديات غير مسبوقة.

قلق متزايد في أوساط المساعدات الدولية

أعربت مارشا وونغ، نائبة المدير المساعد السابقة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عن مخاوفها من أن يؤدي تعليق المساعدات إلى خلق فراغ تستغله الجماعات المسلحة، مما يزيد من العنف وانعدام الاستقرار.

أما سوزان رايشل، المسؤولة السابقة في USAID، فترى أن هذا القرار لا يعزز الأمن القومي الأمريكي، بل قد يؤدي إلى تقوية نفوذ الصين في المنطقة، حيث تعتمد العديد من الدول على المساعدات الأمريكية.

تأثيرات معاكسة على الهجرة

من المفارقات أن تعليق المساعدات قد يؤدي إلى زيادة الهجرة بدلاً من الحد منها. إذ يواجه المهاجرون الفنزويليون، الذين كانوا يستفيدون من برامج تدريب وتوظيف في كولومبيا، الآن خيارًا صعبًا: إما العودة إلى فنزويلا، وهو احتمال غير وارد، أو التوجه شمالًا نحو الولايات المتحدة.

تعليق التمويلات الدولية

بدأت بعض المنظمات الأممية، مثل المنظمة الدولية للهجرة، في تعليق أنشطتها بسبب نقص التمويل، ما أثر بشكل مباشر على ملاجئ المهاجرين في بيرو، التي تستقبل آلاف اللاجئين سنويًا.

مستقبل غير واضح

تمثل المساعدات الإنسانية ما يقرب من 38٪ من إجمالي المساعدات الأمريكية لأمريكا الجنوبية، يليها الدعم العسكري والأمني بنسبة 23٪. ومع تجميد هذه المساعدات، أصبح مستقبل مشاريع حيوية، مثل صندوق أمازون الذي خصصت له إدارة بايدن 50 مليون دولار، غير مؤكد.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن قرار تجميد المساعدات لن يكون مجرد خطوة إدارية، بل قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على استقرار المنطقة والهجرة الدولية.

اقرأ أيضا