أكد الدكتور يسري عزام، إمام وخطيب جامع عمرو بن العاص، أن لحظة توقف سيدنا جبريل عليه السلام عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، كانت تعبيرًا عن عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أوقف جبريل عليه السلام النبي وقال له: "تقدم يا رسول الله".
وأوضح عزام، في حديثه خلال برنامج "مع الناس" على قناة الناس، أن هذا المشهد يعكس الفارق الكبير بين النبي صلى الله عليه وسلم وملك مثل سيدنا جبريل، حيث قال: "جبريل عليه السلام خلق من نور العزة، وعندما وصل إلى نقطة معينة في الرحلة، أوقف نفسه وقال: "أما أنا فلو تقدمت لاحترقت، ولكنك أنت يا محمد لو تقدمت لا اخترقت أنوار الجلال".
وأشار عزام إلى أن هذا الموقف يعكس قوة النور الإلهي الذي تجلى على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت أكبر من قدرة جبريل على تحملها، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم كونه بشراً مخلوق من طين، كان قد أعد خصيصًا لتحمل هذا النور العظيم بفضل قربه التام من الله تعالى.
وأوضح أن هذا المشهد يبرز الفارق بين قدرة البشر والملائكة، حيث يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم، بفضل مقامه الرفيع والنبوي، الاقتراب من هذه الأنوار الإلهية بينما لا تستطيع الملائكة، مهما كانت مكانتها، الاقتراب منها إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
واختتم عزام بالإشارة إلى كلمات الشيخ عبد الحميد الشهاوى التي تعبر عن قرب النبي صلى الله عليه وسلم من ربه في تلك اللحظات، قائلاً: "وفوق متن بساط الأنس، شافه الله بكل سر عن العالين مكتتم”، مما يبرز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في تلك اللحظات أقرب ما يكون من ربه".